تستعد مجموعة من الأحزاب الديمقراطية والوسطية في تونس للإعلان عن ائتلاف انتخابي سياسي جديد للمشاركة في الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وقال الأمين العام لـ"الحزب الجمهوري"، عصام الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ الأحزاب التي تنتمي للعائلة الديمقراطية عانت من التشتت، خاصة خلال انتخابات 2011 و2014، وإنه حان الوقت لتوحيد الصفوف والخروج من دائرة الهزائم في الانتخابات السابقة.
وأوضح الشابي أن المشاورات مع الأحزاب التي تتشارك في الأفكار والتوجهات نفسها بلغت مرحلة متقدمة جدّاً، بعد أن تمت صياغة الأرضية التي سيجري على ضوئها العمل، مبيناً أنه سيتم الإعلان عن التفاصيل في غضون نحو أسبوع.
وأكد أن الائتلاف سيضم "الحزب الجمهوري" و"المسار الديمقراطي الاجتماعي"، و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"، مبيناً أن هناك أيضًا حوارًا "متقدمًا جدًّا" مع "حركة الشعب"، وأن الباب سيظل مفتوحًا مع أحزاب أخرى، إلى جانب عدد من الشخصيات الديمقراطية المستقلة القريبة منه.
واعتبر أنّه "حان الوقت لكي تحقق العائلة الوسطية والديمقراطية عددًا من الانتصارات"، وأن هذا التوحد "سيكون في مصلحة تونس، ومكسبًا للساحة السياسية"، معتبرًا أن التيار الديمقراطي "تيار قوي"، ولا بد أن يكون قوة فاعلة تستعيد ثقة التونسيين من جديد.
وأضاف أن توحيد الجهود سيفتح الطريق للانفتاح على كفاءات وطاقات جديدة، تكون قادرة على تقديم رؤى جديدة، وتصورات مختلفة قادرة على خدمة الشأن المحلي ومصلحة البلاد.
من جهته، قال المتحدث الرسمي السابق باسم حزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"، محمد بنور، لـ"العربي الجديد"، إن الانتخابات البلدية "ستكون أهم وأخطر انتخابات تخوضها تونس، وبالتالي لا بد من تشكيل ائتلاف قوي يكون قادرًا على مواجهة حركة النهضة التي تعتبر أهم وأقوى منافس، لأنها تملك الإمكانات المادية والبرامج والمنخرطين القادرين على الفوز بهذه الانتخابات، مبينًا أن "العائلة الديمقراطية ليس لها خيار سوى توحيد الصفوف والخروج من حالة الشتات التي تعيشها منذ عدة أعوام".
وبيّن أن الائتلاف الانتخابي يتكون حاليًّا من اربعة أحزاب كبرى، ولكنها تظل بمفردها عاجزة عن إحداث تغيير طالما لم تنضم إليها أحزاب أخرى، معتبرًا أنه لا بد من فتح الباب أمام الكفاءات من الشباب والنساء، "لأن الانتخابات البلدية هي انتخابات برامج وأفكار، وتهم الحياة اليومية للتونسيين، وهي ليست انتخابات كراسي مثل التشريعية والرئاسية".
وأشار القيادي في "التيار الديمقراطي"، محمد عبو، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" إلى أن حزبه يخوض اليوم نقاشات حول موضوع الائتلاف الانتخابي والنظر في انضمام التيار الديمقراطي من عدمه في الائتلاف، معتبرًا أن القرار لم يحسم بعد وأن الآراء لا تزال متضاربة بين رافض ومؤيد. ولفت إلى أنه سيتم مساء اليوم التصويت واتخاذ القرار المناسب.