ويظهر التقرير الذي أعد في شهر مايو/ أيار الماضي، تحت عنوان "استمرار مخاطر قيام العنصريين البيض بأعمال عنف مميتة"، أن تلك المجموعات شكلت خلال السنوات الست عشرة الماضية تهديداً للأمن الداخلي الأميركي أكثر من أي مجموعة متطرفة أخرى، وأشار التقرير إلى أن أفراداً من مجموعات العنصريين البيض يعتزمون تنفيذ هجمات جديدة خلال العام الحالي.
ويأتي الكشف عن هذا التقرير في ظل تصاعد التوتر العنصري بعد المواجهات العنيفة في فرجينيا، وقيام جيمس فيلدز، وهو شاب أبيض ينتمي إلى النازيين الجدد، بعملية دهس استهدفت متظاهرين معارضين لليمين العنصري المتطرف، أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة عشرين بجروح.
وحسب تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي فإن العنصريين البيض، ومنهم مجموعات النازيين الجدد وkkk، مسؤولون عن حصة الأسد من حوادث العنف التي تُهدد الأمن الداخلي.
ومن أصل 49 حادثة اعتداء على الأمن الداخلي شهدتها الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2016 نفذت مجموعات العنصريين البيض 26 منها.
وتتفق نتائج تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي مع تقديرات المركز الوطني للتحقيقات الذي يفيد بأن خطر المتطرفين البيض على الأمن الداخلي الأميركي تفوّق على خطر التنظيمات الإرهابية الإسلامية المتطرفة بين عامي 2008 و2016، إذ بلغ عدد الهجمات التي نفذها أو خطط لتنفيذها اليمين الأميركي المتطرف ضعف هجمات التنظيمات الإرهابية.
وتتخوّف الأجهزة الأمنية ووكالات الاستخبارات الأميركية من تنامي خطر مجموعات النازيين الجدد والعنصريين البيض، خصوصاً مع استخدام المتطرفين الأميركيين نفس أساليب تنظيم داعش، إن على صعيد التقنيات المستخدمة في تنفيذ الهجمات الإرهابية أو على صعيد تجنيد الأنصار على مواقع التواصل الاجتماعي.