وجد المغرب نفسه بشكل أو بآخر معنياً بالهجمات الإرهابية التي استهدفت إسبانيا وفنلندا، وقبلهما فرنسا وبلجيكا وغيرهما من البلدان الأوروبية، من خلال اعتقال مهاجرين مغاربة مشتبه في تنفيذهم تلك العمليات الدموية.
ومثلما كان "المتطرفون" الذين نفذوا هجمات العاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس/آذار 2004، من أصول مغاربية، فإن السلطات الإسبانية تقول إن الاعتداء الذي تعرضت له برشلونة يوم الخميس الماضي، يقف خلفه شباب ينحدرون من المغرب.
منفذ الهجوم الذي تبحث عنه السلطات الإسبانية شاب من أصول مغربية يدعى موسى أوكابير، ولد بمدينة مريرت الهامشية في المملكة، قبل أن يهاجر مع أسرته صغيراً إلى الجارة الشمالية للمغرب.
الشاب موسى، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، ما زال إلى حدود اليوم يُبحث عنه من طرف الأجهزة الأمنية الإسبانية، فيما تم اعتقال شقيقه الأكبر إدريس، الذي زار المغرب أياماً معدودات قبل تنفيذ عملية الدهس، التي أودت بحياة 14 شخصاً وجرحت العشرات.
وعدا إدريس أوكابير، البالغ من العمر 28 عاماً، تم اعتقال مغربيين آخرين أحدهما يدعى محمد شملال، بينما لا يزال البحث جارياً لاعتقال موسى أوكابير وسعيد أعلا ومحمد هشامي ويونس أبو يعقوب، وكلهم مغاربة.
مصدر أمني مسؤول، فضل عدم الكشف عن هويته لعدم تخويله الحديث إلى الإعلام، أكد في تصريح لـ"العربي الجديد، أن عملية برشلونة والبحث عن مشتبه بهم من أصول مغربية، رفعا من درجة التنسيق الأمني حالياً بين البلدين.
وأفاد المصدر ذاته بأن التنسيق الأمني والاستخباري بين الرباط ومدريد ليس وليد العملية الإرهابية لبرشلونة، بل يعود حتى قبل العملية الدموية التي عرفتها مدريد قبل 13 عاماً، مبرزاً أن التعاون جار لتحديد هويات المشتبه بهم، وهل لهم شركاء آخرون.
وتسود حالة من الاستنفار الأمني، الذي وصفته بعض المصادر بكونه عاديا في مثل هذه الظروف، خاصة على الحدود بشمال المغرب، إذ يتم التحقق بدقة وصرامة من هويات العابرين من إسبانيا إلى المملكة، ولا سيما في معبر مدينة سبتة، التي تخضع للسيادة الإسبانية.
وتخشى السلطات المغربية أن يتسلل مشاركون أو متواطئون في تنفيذ عملية برشلونة إلى البلاد، ولو بجوازات سفرهم الحقيقية، مستغلين هذه الفترة من العطلة الصيفية، حيث يكثر توافد المهاجرين المغاربة على البلاد لقضاء العطلة وعيد الأضحى مع أقاربهم.
وفي فنلندا، تم الكشف أمس عن كون "المشتبه به" المغربي الشاب الذي تم اعتقاله لتورطه في قتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين طعناً بسكين في مدينة توركو، كان طالب لجوء وصل إلى البلد الأوروبي من المغرب مطلع 2016.