أكدت مصادر محلية في محافظة البقاع اللبنانية، لـ"العربي الجديد"، طلب قيادة تنظيم "داعش" الإرهابي، في الجرود المتداخلة بين لبنان وسورية، التفاوض مع قوات "حزب الله" بهدف مغادرة عناصر التنظيم باتجاه مدينة دير الزور، في الوقت الذي أكد فيه أمين عام الحزب حسن نصر الله وجود عملية تفاوض مع التنظيم.
وبينما تواصل قوات الجيش اللبناني استعداداتها لمهاجمة آخر مواقع "داعش" في وادي مرطبيا، أكد الجيش، اليوم الخميس، إن وحداته "تواصل الاستعداد لتنفيذ المرحلة الرابعة من عملية "فجر الجرود"، وقد قصفت مدفعية الجيش وطائراته ما تبقى من مراكز الإرهابيين في وادي مرطبيا ومحيطه".
وكان رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، قد أكد، في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت ظهر اليوم "نجاح العملية العسكرية التي يخوضها الجيش، وإظهار عناصره فاعلية كبيرة". وشدد عون على "ضرورة تأمين حاجات الجيش من العتاد والتجهيزات اللازمة".
كما تحدّث رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، في بداية جلسة مجلس الوزراء، فأطلع الوزراء على نتائج جولته على مواقع الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية، وأكد أن "الجيش سيتمركز في كل الأماكن التي حُررت من الإرهابيين، وستقام مراكز مراقبة وتحصينات يحدد الجيش حاجته على ضوئها، وعلينا أن نعمل كحكومة لتأمين هذه الحاجات".
من جهته، عقد الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، مؤتمراً صحافياً أوجز فيه التطورات الميدانية للمعارك التي يخضوها عناصره ضد "داعش"، تحدث فيه عن تفاوض الحزب مع "داعش" بناء على طلب قيادة التنظيم في المنطقة الجردية.
وأعلن نصر الله أن قواته التي تقاتل داخل الأراضي السورية تتفاوض مع المسلحين "دون تنسيق أو تكليف من الحكومة اللبنانية، والتفاوض محكوم بأصول أولها عدم تحقيق وقف إطلاق نار قبل إقرار اتفاق كامل، أي أن يكون بند إطلاق النار بنداً تنفيذيا. وأن يُحقق التفاوض أهدافنا في المنطقة وأولها كشف مصير العسكريين اللبنانيين المفقودين وإنهاء وجود داعش على الحدود اللبنانية - السورية بشكل كامل".
ونقل نصر الله عن النظام السوري "استعداده لتسهيل أي عملية تفاوض قد تقوم بها السلطات اللبنانية مع مقاتلي داعش، شرط أن تطلب السلطات الرسمية اللبنانية هذا الأمر رسميا وأن يكون التنسيق علنياً وليس تحت الطاولة"، على حد تعبيره.
كما قال نصر الله إن "الانتصارات التي حققناها على الحدود تُثبت معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" في لبنان ويجب أن يضاف إليها الجيش السوري"، على حد تعبيره.
وتطرق الأمين العام للحزب إلى إعلان الجيش اللبناني عن "استعادة السيطرة على 100 كيلومتر من أصل 120 سيطر التنظيم عليها في لبنان"، قائلاً إن "قوات الحزب سيطرت على 20 كيلومترا من مناطق سيطرة داعش داخل الأراضي اللبنانية خلال خلال المراحل التمهيدية لعملية "وإن عدتم عدنا" وبالتالي تضاف هذه المساحة إلى مساحة الـ100 كلم التي أعلنها الجيش اللبناني، وتبقى مساحة 20 كلم إضافية تحت سيطرة المسلحين وأمرها متروك للجيش اللبناني".
واتهم نصر الله سفارة الولايات المتحدة الأميركية بـ"تهديد وسائل إعلام محلية كانت متضامنة معنا خلال الأيام الأولى من معركة جرد عرسال قبل أن تعود وتعدل من مفردات وشكل التغطية لباقي أيام العملية التي لم تستمر لوقت طويل".