التقى المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، الذي يزور طهران، بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ومساعده للشؤون العربية حسين جابري أنصاري اليوم الإثنين، فبحث وإياهما تطورات الملف السوري والعناوين المتعلقة باجتماع أستانة المرتقب، وطرح وجهات نظره حول الحوار السوري السوري وسبل الحل السياسي، بحسب المواقع الرسمية الإيرانية.
وعقب لقاء أنصاري، قال دي ميستورا في تصريحات صحافية إن تطورات سياسية وعسكرية هامة حدثت في الملف السوري، فضلاً عن حصول تقدم في الحرب على الإرهاب، وهو ما استدعى أن يزور طهران، معتبراً أنه على المفاوضين في أستانة التركيز على سبل الحل السياسي.
ووصف دي ميستورا محادثاته في طهران بالإيجابية والمفيدة، قائلاً إنها ركزت على مستقبل سورية وعلى آليات توافق الأطراف الفاعلة حوله. واعتبر أن الاجتماع القادم للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك سيوفر فرصة لالتقاء القوى الإقليمية والدولية لبحث الموضوع السوري، وقال إنه بحث والمسؤولين الإيرانيين ضرورة دعم اجتماع جنيف القادم الذي سيعقد في أكتوبر/ تشرين الأول، معتبراً أن تلك المحادثات تمثل شكلاً لعملية سياسية.
كما ذكر أن الأمم المتحدة تسعى لإيجاد حل لمنطقتي كفريا والفوعة، معتبراً إيران شريكاً إقليمياً هاماً يستطيع أن يلعب دوراً إيجابياً ينعكس عملياً على الملف السوري. وفي سؤال حول رأيه بالدور الأميركي في سورية، قال دي ميستورا إنه لن يبدي أي موقف إزاء دور دولة خاصة، واعتبر أيضاً أن تحرير دير الزور والرقة ضروري للتوصل لحل سياسي لما يجري في هذا البلد.
من ناحيته قال أنصاري، الذي يمثل إيران في مفاوضات أستانة، إن جولة جديدة من هذه المفاوضات ستُعقد في منتصف سبتمبر/ أيلول القادم، قائلاً إنه مازال على الدول الضامنة لمقررات أستانة أن تتشاور لتحديد الموعد بدقة.
وأضاف أنصاري بحسب موقع "تسنيم" أن بلاده لا تشكل تهديداً على أحد ولا تريد أخذ أرض أحد، بينما تسعى لإرساء حل سياسي يخلص الشعب السوري من الحرب، حسب تعبيره، مؤكداً أن شكل مستقبل سورية يحدده السوريون أنفسهم، وهو ما تبحثه مفاوضات أستانة، حسب قوله.
وذكر أيضاً أنه بحث في الآونة الأخيرة مع المعنيين في روسيا وتركيا ما يتعلق بتفاصيل اتفاق خفض التوتر في مناطق الأمن الأربع، مؤكداً اتفاق هذه الأطراف على بعض النقاط، لكنه نوه كذلك لوجود خلاف حول ذات الملف ويتعلق بإدلب ومناطق شمالي سورية، وهو ما ظهر جلياً خلال الاجتماع التحضيري لأستانة والذي عقد على مستوى الخبراء في العاصمة طهران في وقت سابق.
ونوه كذلك لتعرض قاطني كفريا والفوعة لمشكلات إنسانية وقال إن "إيران تتابع هذا الملف مع الأمم المتحدة لحله قريباً"، وأكد حصول تقدم ميداني في الحرب على الإرهاب في كل من سورية والعراق، وهو ما يعني أن الحل بات قريباً لكن ذلك مشروط بدعم دولي وإقليمي لأفق الحل السياسي حسب رأيه.
وقال أخيراً إن هذه الملفات وصلت لمفترق مفصلي، لكن التزام الأطراف المؤثرة على ملف سورية بتطبيق الحل السياسي هو العامل الرئيس الذي يحدد إمكانية إنهاء الأزمة. وأكد بالوقت ذاته أنه لا يوجد بين إيران والأمم المتحدة اتفاق حول موعد وتوقيت محادثات جنيف، قائلاً إن الهدف من محادثات أستانة يتعلق بوضع الأطراف المتحاربة في سورية جنباً إلى جنب للتوصل لحل، وقد تقدمت هذه المحادثات فضلاً عن مفاوضات جنيف بالتزامن وتحقيق تقدم ميداني على الأرض، وهو ما انعكس إيجاباً على سورية والمنطقة ككل، حسب رأيه.