تواصل قوات النظام تقدمها في البادية السورية على حساب تنظيم "داعش"، إذ اقتربت من السيطرة على أهم معاقل التنظيم شرقي حمص في طريقها باتجاه محافظة دير الزور، وذلك بالتزامن مع تحقيقها تقدماً مماثلاً في ريف الرقة، فيما يستمر خرقها اتفاق التهدئة في غوطة دمشق الشرقية، في مسعى من نظام بشار الأسد لإخضاع حي جوبر الدمشقي.
وذكرت مصادر ميدانية أن قوات النظام السوري و"حزب الله" ومليشيات تساندهما، أحرزت تقدماً في معركة السيطرة على مدينة السخنة أبرز معاقل تنظيم "داعش" في قلب البادية السورية. ونقلت مصادر إعلامية موالية للنظام أن قوات الأخير "طوقت مدينة السخنة من ثلاثة اتجاهات، بعد إحكامها السيطرة على جبل طنطور، وعلى مغارة الضويحكي بريف حمص الشرقي". وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام باتت على مسافة أقل من كيلومتر واحد من مشارف المدينة.
بموازاة ذلك، تواصل قوات النظام تقدمها في ريف الرقة الجنوبي الشرقي في طريقها إلى ريف دير الغربي، إذ أعلن مصدر عسكري في قوات النظام أنها انتزعت السيطرة على عدة قرى في ريف الرقة. وأشار إلى استمرار الحملة لانتزاع السيطرة على مدينة معدان بالريف الجنوبي الشرقي للرقة. كما أعلن المصدر أن قوات النظام انتزعت السيطرة خلال الأيام القليلة الماضية، على منطقة بطول 30 كيلومتراً على الضفة الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الجنوبي تضم 9 قرى، وآبار نفط. وذكر أن "داعش" تكبد خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
كذلك، تواصل "قوات سورية الديمقراطية" عملياتها العسكرية في مدينة الرقة أبرز معاقل "داعش" في سورية. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ "سورية الديمقراطية" شنّت أمس الأحد، هجوماً جديداً ضد تنظيم "داعش" في محور حي الرقة القديم، إذ اندلعت معارك عنيفة في محور الجامع العتيق، بالتزامن مع محاولات التقدّم في الجبهة الشمالية الغربية من المدينة. وباتت "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، تسيطر على نحو نصف مدينة الرقة، في حين انحصر وجود "داعش" في مركزها.
في غضون ذلك، واصلت قوات النظام السوري خرق الهدنة في غوطة دمشق الشرقية، إذ عاودت الطائرات الحربية أمس الأحد، تنفيذ غارات، مستهدفةً مدن وبلدات الغوطة. وأشار ناشطون إلى أن الغارات استهدفت بصواريخ موجهة شديدة الانفجار أطراف بلدة عين ترما في الأطراف الغربية للغوطة الشرقية، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي فيلق "الرحمن" أبرز فصائل المعارضة السورية في الغوطة، على محوري المتحلق الجنوبي ووادي عين ترما. ولا تزال قوات النظام تحاول دفع المعارضة عن مواقع هامة في الغوطة الشرقية.
وتسعى قوات النظام إلى فصل حي جوبر الدمشقي عن عين ترما والغوطة الشرقية، عبر التقدم بمحاذاة المتحلق الجنوبي، متجاوزةً بذلك "اتفاق القاهرة" الذي أبرم في 20 يوليو/تموز الماضي، ونصّ على إيقاف الأعمال القتالية في غوطة دمشق الشرقية الداخلة ضمن مناطق "خفض التوتر" التي تمخض عنها مسار أستانة التفاوضي. وأعلن فصيل "فيلق الرحمن" أنه قتل 15 عنصراً من قوات النظام يوم السبت، على جبهة بلدة عين ترما، مشيراً إلى أن قتلى النظام هم من مرتبات الفرقة "الرابعة" التي يقودها شقيق رئيس النظام، ماهر الأسد، والمتهمة بارتكاب مجازر بحق مدنيين في دمشق، وريفها على مدى عدة سنوات.