الاستخبارات الجوية... عين إسرائيل على العالم العربي

17 سبتمبر 2017
يعتمد الاحتلال على ترسانته الجوية (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
عادة ما تعنى وسائل الإعلام بنتائج عمليات القصف التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في عمق سورية ولبنان والسودان وقطاع غزة، والتي تقوم بها، في الغالب، طائرات حربية نفاثة تحديداً من طراز "إف 15 آي"، لكن لم يحدث أن تم تسليط الأضواء على الطلعات الجوية التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء هذه الدول والمناطق بغية الحصول عن معلومات استخبارية بشأن الأهداف المرشحة للقصف.

وقد سلط تحقيق نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، الضوء على منظومة الاستخبارات الجوية الإسرائيلية التي تضطلع بالدور الأبرز في جمع المعلومات الاستخبارية عن المواقع المرشحة للاستهداف. وحسب التحقيق، فإن هذه المهمة التي يضطلع بها سربان من الطائرات المأهولة، تشمل تحقيق هدفين أساسيين، وهما أولاً: الحصول على أدلة على أن هذه الأهداف تهدد أو يمكن أن تهدد الأمن الإسرائيلي. وثانياً: الحصول على معلومات وصفية تسهل على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي المقاتلة مهمة مهاجمة هذه المواقع بشكل يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من القصف.


وحسب التحقيق، الذي أعدته الصحافية ليلاخ شوفال، فإن سربي التجسس الجوي، الذي يطلق على أحدهما "الجمل المحمول" والثاني "ملائكة الجو"، يتمركزان في قاعدة "سديه دوف" الجوية التي تقع شمال تل أبيب. وحسب ما نقلته شوفال، التي تفقدت القاعدة والتقت بقادتها، فإن طائرات السرب تقوم في بعض الأحيان بالتحليق لأشهر فوق الأهداف المرشحة للقصف من أجل توفير المعلومات الاستخبارية الضرورية بشأنها. وتشير إلى أن قصف المنشأة العسكرية السورية في منطقة مصياف القريبة من حماة قبل عشرة أيام يعد نموذجاً للدور المسبق الذي تؤديه الأذرع الاستخبارية لسلاح الجو، إذ تؤكد أن نجاح طائرات "إف 15 أي" في قصف المنشأة بدقة متناهية يرجع بشكل خاص إلى المعلومات التي حصلت عليها مسبقاً طائرات سربي الاستخبارات الجوية. وتشير إلى أن طائرات الاستخبارات الجوية أمنت بشكل مسبق أدلة دامغة تؤكد أن المنشأة التي قصفت تقوم بإنتاج صواريخ ذات دقة إصابة كبيرة، وفي الوقت ذاته منحت سلاح الطيران معلومات تضمن إصابة الهدف بشكل دقيق.
وتشير شوفال إلى أنه إذا كان قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، أمير إيشل، قد أشار أخيراً إلى أن إسرائيل قد نفذت 100 غارة خلال الأعوام الثلاثة الماضية ضد قوافل سلاح كانت في طريقها إلى لبنان، فإن هذا يعني أن طائرات الاستخبارات الجوية قامت بعمل مكثف من أجل ضمان نجاح هذه العمليات.
وتنقل شوفال عن العقيد أمير، قائد القاعدة الجوية في "سديه دوف"، قوله إن المهمة الرئيسة أمام الاستخبارات الجوية تتمثل في تأمين معلومات تساعد صناع القرار السياسي على اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن التعامل مع الأهداف التي يتم جمع المعلومات عنها. ويضرب أمير مثالاً على الجهد الذي تقوم به طائرات الاستخبارات الجوية، مشيراً إلى أن كل غارة تستهدف هدفاً لحركة حماس في غزة تتطلب من طائرات سربي "الجمل المحمول" أو "ملائكة الجو" عشرات أو حتى مئات الساعات من الطيران فوق الهدف المرشح للقصف.

وحول طابع المعلومات التفصيلية التي تحرص طائرات الاستخبارات الجوية على جمعها حول الأهداف، يشير أمير إلى أنها تشمل: جوهر الهدف ونوعه وطابع الدفاعات التي تغطيه. ويقر أنه من خلال عمله تبين له أن كلاً من حزب الله، حركة حماس قد طورا قدراتهما بشكل كبير مما جعل مهمة عملية جمع المعلومات الاستخبارية عنهما صعبة بشكل خاص. ويشير أمير إلى أن طائرات الاستخبارات الجوية تقوم بدور مهم أثناء الحروب والحملات العسكرية من خلال تأمين المعلومات الاستخبارية حول الأهداف التي يمنح المستوى السياسي الإذن بضربها، مشيراً إلى أن المعلومات التي تحصل عليها طائرات الاستخبارات الجوية تزود بها، في بعض الأحيان، قطاعات سلاح المشاة لتوظيفها في تنفيذ العمليات الميدانية.

ويمكن القول، إن طائرات الاستخبارات الجوية قد أدت دوراً رئيساً في تأمين قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 وتدمير مقر منظمة التحرير في "حمامات الشط" قرب العاصمة التونسية عام 1985.

وإن كان ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرنوت" بشأن نية الجيش الإسرائيلي تكثيف عملياته السرية ضد كل من حزب الله وحركة حماس بهدف تقليص قدرتهما على تعزيز قوتهما العسكرية، فإنه يمكن الافتراض أن هذا التطور سيزيد من الأعباء على الاستخبارات الجوية، التي ستكون مطالبة بتكثيف عملياتها.