وفي حال تم التصويت بـ"نعم" في الاستفتاء، سيكون على إقليم كردستان، بحسب ما أعلن عنه مسبقا، اعتماد النتيجة رسميا بشكل أساس ومصادقتها قضائيا، ومن ثم البدء بحراك دولي ومحلي؛ الأول مع بغداد، على الملفات الرئيسة الثلاثة، وهي ترسيم الحدود وحقول النفط والغاز، والأموال المودعة لدى كلا الطرفين، فيما يسعى وفد تم تشكيله مسبقا، بزعامة هوشيار زيباري، للتوجه نحو الأمم المتحدة ودول أوروبية عدة للحصول على تأييد للخطوة الكردية.
وحول ذلك يقول القيادي في "التحالف الكردستاني"، حمة أمين، لـ"العربي الجديد"، إن "خطوة الاستفتاء هي الأولى، وتعقبها خطوات كثيرة أكثر صعوبة".
وأضاف أمين: "نضع الاستفتاء بجيوبنا لنتحرك محليا ودوليا، وسقفنا هو الدولة، ونريد أن نبلغ الجيران أننا لن نشكل خطرا عليهم، ويمكن لهم أن يثقوا بذلك، ولا علاقة لنا بالملفات الكردية لديهم".
ويبدو حديث أمين غير مقنع، خاصة مع قرار تشكيل مجلس أعلى للاستقلال في كردستان، والحديث عن تشكيل لجان أخرى منبثقة منه تعمل على وضع تصور لعملة البلاد الرسمية، وجواز السفر، والمرحلة الانتقالية من الإقليم إلى الدولة المستقلة، وحتى مناهج المدارس والجامعات.
بغداد بدورها، بدأت بإعداد سلسلة إجراءات داخلية وخارجية، من بينها تفويض البرلمان لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، بإعادة نشر الجيش العراقي في كركوك والمدن المتنازع عليها في أقرب وقت، كما أبلغ رئيس الوزراء، في بيان له، قوات الجيش بالعمل على "رصد الانتهاكات للقوات الكردية"، ما ينذر باحتمال تدهور الأوضاع الميدانية، والانزلاق إلى المواجهة العسكرية.
وبحسب تسريبات من داخل المفوضية العليا للاستفتاء والانتخابات التابعة للإقليم، فقد ارتفعت نسبة المقترعين إلى 46 بالمائة، ويرجح أن تستمر بالتصاعد بعد تنامي دعوات من كنائس ومساجد الإقليم التي تطلب من السكان الخروج والتصويت لتحقق ما وصفته بعض البيانات بـ"الحلم الكردي".
وتشير التسريبات، بحسب مصدر مطلع من داخل مفوضية الاستفتاء في أربيل، إلى أن غالبية مريحة اختارت "نعم" في التصويت السري الذي يجري حاليا، خصوصاً في أربيل ودهوك، بينما تبدو النسبة مرتبكة في السليمانية، معقل "الطالبانيين" و"حزب التغيير"، أبرز المعارضين لتوقيت إجراء الاستفتاء والمطالبين بتأجيله إلى حين توفر الظروف الملائمة.
وفي غضون ذلك، تتجه تركيا وإيران، من جهتها، لإغلاق حدودها مع كردستان، بما فيها المنافذ، وإغلاق الأجواء في وجه الطائرات الآتية من كردستان.
وقد بدأ سكان كردستان، منذ ليلة أمس الأحد، بعملية تخزين مواد غذائية ووقود في منازلهم، وفقا لمصادر محلية ومراسلي "العربي الجديد"، في ظل ارتفاع الأسعار بنسبة 10 بالمائة تقريبا، بسبب المخاوف من حدوث حصار ناتج من إغلاق الحدود التركية والإيرانية.