وهتف المحتجون "تونس تونس الشعب يثور، والشعب يعاني في الأرياف يا حكومة التفاف"،
مؤكّدين أنّ الحملة "هي صوت أبناء الشعب التونسي، والأحياء الفقيرة والمهمشة"، لافتين إلى أن "الاحتجاج ستعقبه وقفات أخرى في 14 و20 من الشهر الحالي أمام البرلمان التونسي".
وقالت عضو حملة "فاش نستناو"، الطالبة رحمة بن سالم، في تصريح لـ"العربي الجدد"، إنهم "خرجوا في مسيرة نهارية، وبوجوه مكشوفة، شعارهم إسقاط قانون المالية وفي يدهم ورقة صفراء يرفعونها في وجه الحكومة وليس أسلحة بيضاء"، مشددة على أنهم "ليسوا بمخربين أو دعاة عنف".
وتابعت بن سالم: "تجمعنا أمام مقر ولاية تونس لإيصال أصواتنا ورفع مطالبنا لمحافظ تونس، ولكن تم صدنا من قبل الأمن"، مبينة أنهم "طلبة ومن بينهم أساتدة جامعيون ويحتجون بكل سلمية".
وقالت أيضاً: "يكفي مغالطات واعتبار المحتجين وأعضاء حملة فاش نستناو مخربين"، معتبرة أن "البرلمان التونسي هو المسؤول عن المصادقة على القوانين الظالمة".
وشددت على أنهم "كشباب من الثورة لم يتوقوا على الاحتجاج إيماناً منهم بضرورة إيصال أصواتهم، إذ إنهم انتفضوا سابقاً ضد زجر الاعتداءات على القوات الحاملة للسلاح، وأنه بفضل الحملة وتدخلات المجتمع المدني نجحت أصواتهم وتم سحب القانون".
من جهتها، أكدت الناشطة السياسية، ليلى غريري، لـ"العربي الجديد"، أنها تدعم الاحتجاجات السلمية، خاصة حملة فاش نستناو، مضيفة أنها "آمنت بهذه الحركة الشبابية التي انتفضت ضد ميزانية 2018، وهي حركة نضال سلمي ومدني". ورأت أنه "يتم استهداف الحملة وشبابها من خلال حملات التشويه والعمليات الإجرامية التي لا يعرف مأتاها".
وأوضحت أنّها بحكم مواكبتها للشأن السياسي، "فإن هذه الحملات هي بفعل فاعل"، وهي لا تستبعد تورط وانخراط جهات سياسية وراءها تعمل على تأجيج الأوضاع.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الشاب التونسي بسام مبارك، إنه عاطل من العمل وإنه يساند الاحتجاجات التي قامت ضد البطالة والتهميش، مبيناً أنه ومنذ الثورة لم تتغير أوضاع الشباب التونسي الذين انتفضوا ضد الديكتاتورية وضد التهميش. وأوضح أن أبرز مطالب الشباب التشغيل، لأن الشباب مهمش ويعيش تقريباً وضعاً مزرياً.
وأضاف مبارك أنه يرى أن الوضع سيئ وأن الحكومة لا تهتم بالفئات الشبابية وبمطالبهم، لافتاً إلى أن "الحملة ضمت عديد الفئات والأصوات"، فهو مثلاً من المفروزين أمنياً، أي الشباب الذين تم إقصاؤهم لأسباب أمنية قبل الثورة، ومع ذلك ظلت ملفاتهم دون تسوية، مشدداً على أن قضيتهم "جزء من قضايا الشعب وخاصة البطالة".
وتابع أن "الشباب حملوا أوجاع الشعب التونسي، ومع ذلك لا يزالون مقموعين ومهمشين منذ ثورة 14 يناير 2011، وهو ما جعلهم يساندون مطالب جميع الفئات الشبابية وينحازون إلى القضايا العادلة وخاصة التشغيل".