أحاط الغموض والتضارب بموعد الزيارة المقررة لرئيس الوزراء الإثيوبي، هايله ميريام ديسالين، إلى القاهرة هذا الشهر، حيث أكدت بعض الصحف المصرية الموالية للنظام أن ديسالين سيبدأ زيارته للقاهرة غداً الإثنين، بينما قال مصدر إعلامي إثيوبي يتوقع أن يرافقه خلال الزيارة إن الموعد لم يتحدد بعد.
وأضاف المصدر الإعلامي لـ"العربي الجديد" أن الزيارة ستكون، في كل الأحوال، خلال هذا الشهر، لكن هناك اعتبارات بروتوكولية يجري تنظيمها بين القاهرة وأديس أبابا، خاصة أن الزيارة ستتضمن زيارات للبرلمان وبعض الجهات الرسمية الأخرى، إلى جانب لقاء السيسي.
من جانبها، قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن هناك ارتباطات مكثفة لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأسبوع الجاري، تتعلق ببدء حملة ترشحه للرئاسة، ستؤدي إلى إرجاء الزيارة عدة أيام، وقد تقتصر مشاركة السيسي فيها على لقاء قمة مع ديسالين، يوم الخميس المقبل.
وتتوقع المصادر أن تشهد هذه الزيارة حراكا في ملف التفاوض بين البلدين حول قواعد ملء خزان سد النهضة للمرة الأولى، كما أن إثيوبيا ستكون مطالبة بالإعلان عن موقفها النهائي من المقترح المصري إدخال البنك الدولي كطرف في المفاوضات، إلى جانب الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) والمكتبين الاستشاريين المكلفين بإعداد الدراسات.
وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد تقدّم بهذا الاقتراح بالنيابة عن مصر، خلال زيارته الأخيرة لأديس أبابا، الشهر الماضي، وبرره بما يتمتع به البنك الدولي من خبرات فنية واسعة ورأي فني يمكن أن يكون ميسراً للتوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث، مؤكداً أن "مصر تثق في حياد البنك الدولي وقدرته على الاستعانة بخبراء فنيين أكفاء"، ولافتا إلى أنه سيعرض المقترح على السودان خلال أيام.
وتعهّد وزير الخارجية الإثيوبي بالتزام بلاده بالاتفاق الإطاري لإعلان المبادئ، واعداً بدراسة المقترح المصري والرد في أقرب فرصة.
وتشهد منطقة شمال شرق أفريقيا، تصعيدا سياسيا واستراتيجيا صامتا بين مصر وإريتريا من جهة، وإثيوبيا والسودان من جهة أخرى، نتيجة مرور 3 سنوات تقريبا على توقيع اتفاق النوايا بشأن عدم إضرار سد النهضة بالحقوق المائية لمصر، من دون تحقيق أي إنجاز على أرض الواقع، ووقوف السودان بجانب إثيوبيا في رفض التقرير الفني الاستشاري وتخليه عن المطالبات المصرية، ثم استدعاء الخرطوم سفيرها لدى القاهرة للتشاور، وهو ما ردت عليه القاهرة باستقبال الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، الأسبوع الماضي، في ظل مناوشات إعلامية بين الدول الأربع، وتداول معلومات غير موثقة عن حشد عسكري متبادل على الحدود السودانية الإثيوبية.