جدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، رفضه خطة الإدارة الأميركية إنشاء قوات حرس حدود لحماية مناطق نفوذها شرق الفرات، بالاعتماد على مليشيات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، (الجناح السوري للعمال الكردستاني). وفيما أبدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تفهمه للمخاوف التركية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أنها لا تدعم عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، في عفرين، شمالي سورية.
موقف أردوغان أتى خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يانيس شتولتنبرغ، وذلك بعد الانتقادات التي وجهها اليوم، للحلف.
وناقش الجانبان خلال الاتصال الخطوة التي اتخذتها واشنطن بتأسيس قوات حرس الحدود، حيث جدد أردوغان رفض بلاده المطلق لإنشاء قوات كهذه، مشددا على أن تركيا ستقوم باستخدام حقوقها النابعة من المعاهدات الدولية لحماية أمنها القومي، ولن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحصل على الطرف الآخر من الحدود.
بدوره، أكد الأمين العام للحلف بأن حلف الأطلسي يتفهم القلق التركي، مشيرا إلى أن حماية تركيا لنفسها من الهجمات الإرهابية هو "أكثر الحقوق طبيعة".
ونوه شتولتنبرغ إلى أن تركيا هي دولة مهمة للحلف، مشيرا إلى أنه لم يتشاور مع الحلف أثناء الإقدام على خطوة تشكيل قوات حرس الحدود، كما دعا إلى الحوار المفتوح بين الحلفاء لحل جميع المشاكل.
تأتي هذه المكالمة في الوقت الذي يحضر فيه رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، في العاصمة البلجيكية بروكسل، اجتماعات اللجنة العسكرية لقيادات أركان الحلف، حيث من المنتظر أن يجري لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء أركان جيوش دول الحلف، بمن فيهم رئيس الأركان الاميركي، الجنرال جوزيف دانفورد.
وقد أبلغ رئيس الأركان التركي، حلف شمال الأطلسي، بأن بلاده لن تسمح باستمرار دعم وتسليح الاتحاد الديمقراطي.
وخلال الكلمة التي ألقاها في الاجتماع بحضور قيادات أركان دول الحلف، قال أكار: "عندما يكون الأمر متعلقاً بمكافحة الإرهاب، لا يجب على الحلف أن يفرق بين التنظيمات الإرهابية"، مضيفاً "إن قتال حزب العمال الكردستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي بأهمية قتال تنظيم "داعش"، ليس علينا أن نسمح بدعم وتسليح حزب الاتحاد الديمقراطي تحت مسمى" شريك عمليات"، والذي تم إثبات أنه فرع لحزب العمال الكردستاني بكل الدلائل الواضحة، ولن نسمح بذلك، ونتمنى أن تتم العودة عن هذا الخطأ بأسرع وقت ممكن".
وكان أردوغان، قد وجه، اليوم، انتقادات شديدة لحلف شمال الأطلسي الذي يضم في عضويته تركيا، بينما شدد على أن بلاده سترد على المحاولات التي تستهدف إنشاء جيش للإرهابيين على حدودها الجنوبية.
وخلال كلمته التي ألقاها في الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم النيابية، قال أردوغان"يا حلف شمال الأطلسي، أنت مكلف باتخاذ إجراءات ضد أي مضايقات حدودية يتعرض لها أي من أعضائك، هل قمت باتخاذ أي خطوة في هذا الشأن؟".
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن حدود بلاده هي حدود حلف شمال الأطلسي و"لا يمكن للمجموعات الإرهابية حماية حدود الحلف".
وأكد خلال كلمة ألقاها في العاصمة أنقرة، أن بلاده قادرة على حماية حدودها، والتغلب على الأنشطة الإرهابية التي تستهدف تركيا.
وأضاف "فعلنا ذلك خلال عملية درع الفرات (في سورية)، وإن لزم الأمر يمكننا القيام بالشيء نفسه في أماكن جديدة".
وناشد يلدريم حلفاء بلاده "الكشف عن نواياهم الحقيقية حول الاستمرار بالتعاون مع اللصوص الذي يزعجون تركيا داخل أراضيها وخارجها، أو التعاون مع تركيا وفقًا للالتزامات العضوية في حلف الناتو".
البنتاغون: لا ندعم الوحدات الكردية بعفرين
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنها لا تدعم المليشيات الكردية، في عفرين، ولا تراها جزءًا من قوات مكافحة تنظيم "داعش".
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الرائد أدريان رانكين غالاوي، لـ"الأناضول"، إن بلاده تدعم العناصر المنضوية ضمن ما يسمى بـ "قوات سورية الديمقراطية" فقط، وأنها دعمت فقط المجموعات التي شاركت فعليًا في العمليات القتالية لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما لفت إلى أن بلاده ليست جزءًا من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين، مطالبًا "جميع الأطراف" بعدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تصاعد التوتر.
إلى ذلك، أشار المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، ريان ديلون، في تصريح لـ"الأناضول" إلى أن واشنطن، التي تقود التحالف، لن تدعم المليشيات الكردية، في حال قيام تركيا بعملية عسكرية في المنطقة، وأضاف "عفرين لا تدخل ضمن مجالنا العمليَّاتي".