واهتمت الصحف بقرار المجلس، تكليف "اللجنة التنفيذية" لمنظمة التحرير الفلسطينية، بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعتراف الأخيرة بدولة فلسطين، وإلغاء ضم القدس الشرقية، ووقف الاستيطان.
وهاجم محللون وخبراء إسرائيليون عباس، وقالوا إن خطابه "تحريضي" ضد إسرائيل والولايات المتحدة، فيما لم تصدر تصريحات من مسؤولين إسرائيليين حول القرارات.
وقالت صحيفة "هآرتس"، إن خطاب عباس الأخير وقرارات المجلس الفلسطيني المركزي، ما هي إلا "تعبير عن اليأس"، وأضافت أن الرئيس الفلسطيني "فقد الأمل في الوصول إلى حل نهائي في ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الحالية، ووساطة الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب".
وتابعت: "خطاب عباس وقرارات المجلس المركزي لا تأتي ضمن تكتيك يهدف إلى حشد الضغوطات الدولية لصالح الفلسطينيين، إنما هو إعلان عن (الطلاق) مع إدارة ترامب، وانتهاء اتفاقية أوسلو".
أما صحيفة "إسرائيل هيوم"، فقد وصفت خطاب عباس، في تقرير تحليلي، على صدر صفحتها الأولى، بأنه "خطاب خاسر". وبدورها، سلطت صحيفة "معاريف" الضوء على وصف الرئيس عباس في خطاب الأحد لـ "صفقة العمر" الأميركية، بـ "صفعة العمر".
وتطرقت القناة العاشرة الإسرائيلية، (خاصة) إلى ما وصفته بـ "هجوم" عباس على الرئيس ترامب، وقوله له: "يخرب بيتك".
من جهة أخرى، قال موقع (0404) الإخباري العبري، إن عباس مستمر في "تحدي" ترامب، وخصوصاً بعد توجيهه له جملة "يخرب بيتك".
واتهم الباحث الإسرائيلي المختص بالشرق الأوسط البروفيسور موشيه شارون الرئيس عباس، ببث الأكاذيب والتحريض ضد إسرائيل وحكومة ترامب، خلال خطابه. وقال في حديث للقناة الإسرائيلية السابعة: "لا شيء بين السطور في خطاب أبو مازن، كلمات فارغة من رجل يائس، ليس لديه ما يقدمه في عملية السلام"، مؤكداً أن اتفاقية أوسلو للسلام "انتهت فعليا".
وقال شارون إن خطاب عباس وإعلانه أن اتفاقية أوسلو انتهت، سيزيد من شعبيته في الشارع الفلسطيني، لكن المسؤولين في السلطة الفلسطينية قلقون جدًا من التهديد بوقف المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا". أضاف: "السؤال الأهم؛ في حال أجريت انتخابات فلسطينية حرة قريبًا، هل ستحصل حماس على أكبر عدد من الأصوات؟ أعتقد أن الإجابة نعم".
وبدوره، اتهم المحلل روفين باركو، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم"، عباس بأنه "زوّر" التاريخ في خطابه الأخير في المجلس المركزي، وذلك لأنه أشار لمدينة القدس بأنها العاصمة الأبدية للمسلمين والمسيحيين، ولم يشر للديانة اليهودية.
واتهم باركو، عباس بأنه "مارس التحريض ضد إسرائيل والولايات المتحدة بعد أن أعلن دعمه لعائلات المعتقلين والقتلى الفلسطينيين، وتأكيده على مواصلة دفع مستحقاتهم المالية".
بينما رأى المحلل في صحيفة "معاريف" آلي أفيدور، أن خطاب عباس برغم أنه يعبر عن "العزيمة والغضب والنضال"، إلا أنه كان خطاباً يفتقر لـ"خارطة طريق أمام الفلسطينيين". وقال إن السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، بنهجها الحالي، وبرغم أنها تتعامل مع الصراع بتكتيك عال، إلا أنها "لن تنجح في التقدم خطوة واحدة لصالح الفلسطينيين، وذلك لأنها تربط علاقتها مع إسرائيل بعملية السلام ومفاوضاتها، وها هي الآن تعلق اعترافها بإسرائيل، وهذا سيكون بدون جدوى وخطوة "يائسة".
وأمس، قرر المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، تكليف "اللجنة التنفيذية" للمنظمة، بـ"تعليق الاعتراف بإسرائيل"، رداً على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل. كما قرر المجلس "وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ووقف العلاقات الاقتصادية معها، بما في ذلك اتفاقية باريس الاقتصادية الموقعة عام 1994". واعتبر أن الفترة الانتقالية التي نتجت عن اتفاقية أوسلو للسلام (1993)، "لم تعد قائمة".
وكان عباس، جدد في كلمته له أمام اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، الأحد، تمسكه بحل الدولتين، لكنه قال إن إسرائيل "أنهت اتفاق أوسلو (عام 1993)"، وإنه لن يقبل أي وساطة أميركية، بعد القرار الأميركي الأخير بشأن القدس المحتلة.
(الأناضول)