جاووش أوغلو: سنتدخل في عفرين ومنبج ولا نريد مواجهة مع حلفائنا

18 يناير 2018
جاووش أوغلو: ننسق مع روسيا حول عفرين (فاتح أكتاس/الأناضول)
+ الخط -


قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، إن بلاده "ستدخل في كل من عفرين ومنبج في سورية"، مشدداً في الوقت نفسه على أن أنقرة لا تريد أي مواجهة مع "حلفائها الأميركيين"، في حين توجه كل من رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، ورئيس المخابرات، حاقان فيدان، إلى موسكو لبحث العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين.

وأكّد جاووش أوغلو، خلال مقابلة شبكة (سي.إن.إن ترك)، أنّ أنقرة غير راضية عن تصريحات وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، التي أشار خلالها إلى نية واشنطن تشكيل قوات حراس الحدود بالاعتماد على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي(الجناح السوري للعمال الكردستاني)، لافتاً إلى أنّ "تشكيل جيش إرهابي على طول حدودنا مع سورية سيسبب ضررا لا يمكن إصلاحه في العلاقات مع الولايات المتحدة".



من جانب آخر، دعا الوزير التركي روسيا إلى عدم معارضة العملية التركية المرتقبة في عفرين، ووعد بالتنسيق مع موسكو فيما يتعلق بوضع المراقبين الروس في تلك المنطقة.

كما أشار جاووش أوغلو إلى أن أنقرة تنوي التنسيق مع موسكو وطهران حول تنفيذ عملية جوية في عفرين، بينما دعا إلى وقف تقدم النظام في محافظة إدلب السورية، شدّد أيضاً على أنه لن يتم السماح للاتحاد الديمقراطي بالمشاركة في مؤتمر "سوتشي".

وفيما يخص العلاقات مع بغداد، أكّد جاووش أوغلو وجود توافق تركي عراقي على إجراء عمليات عسكرية ضد حزب "العمال الكردستاني" في الأراضي العراقية، قائلاً "لابد من تطهير الأراضي العراقية بشكل كامل من التنظيمات الإرهابية، إن استقرار العراق بالنسبة لنا أمر مهم، ولكن المهم أيضاً أن يتم تحويل هذا التوافق إلى خطوات على الأرض، سنطهر الأراض العراقية مع العمال الكردستاني بالتعاون مع الحكومة هناك".

وتأتي تصريحات جاووش أوغلو، في الوقت الذي يستمر فيه الجيش التركي بعمليات القصف ضد مليشيات "الاتحاد الديمقراطي" في عفرين، في حين انتهت كافة الاستعدادات للعملية العسكرية بما في ذلك وصول القوات الخاصة التركية إلى المناطق الحدودية مع منطقة عفرين التابعة لريف حلب.

وفيما بدا تأكيداً لتسريبات "العربي الجديد" حول الاتصالات المكثفة التي تجريها تركيا مع روسيا حول عملية عفرين، توجه كل من رئيس الأركان التركي ورئيس المخابرات إلى العاصمة الروسية موسكو، لإجراء لقاءات مع رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، وباقي القيادات الأمنية الروسية، حيث سيتناول الجانبان التطورات الأخيرة في سورية وعملية عفرين وكذلك مؤتمر سوتشي.

وعلم "العربي الجديد" من مصدر تركي مطلع، أن الاتصالات بين أنقرة وموسكو لا تزال مستمرة، إذ إن الأخيرة لم تمنح بعد الضوء الأخضر للعملية التركية في عفرين، وذلك في إطار استمرار مشاوراتها مع الأميركيين لتحقيق أكبر المكاسب السياسية من العملية من الجانب التركي، إذ إن سيطرة الأتراك على عفرين ستكون على حساب النفوذ الروسي في سورية.

وقال المصدر إن "المشاورات مستمرة مع موسكو، التي بدورها تواصل مشاوراتها مع واشنطن حول عملية عفرين والمكاسب السياسية التي ستحققها الإدارة الروسية من العملية"، كاشفاً أن "المطروح الآن عملية عسكرية تركية محدودة في مناطق سيطرة العمال الكردستاني في عفرين وريف حلب الشمالي، تنتهي بحصار الأخير والسيطرة على مناطق ريف حلب الشمالي في تل رفعت".

وتابع المصدر "مقابل ذلك يساومنا الروس على إيجاد صيغة لحضور حزب الاتحاد الديمقراطي مؤتمر سوتشي، صيغة لا تتضمن الاعتراف بمناطق الإدارة الذاتية التي أعلنها الأخير من طرف واحد، بما يحقق الهدف الروسي من مؤتمر سوتشي الذي لا يزال متعثراً، بمنحه يداً عليا على حساب مفاوضات جنيف، من خلال جمع أحد أهم طرفين الآن في الحرب السورية، أي الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري، ولكن وفق الشروط التي سيضعها النظام والتي لا تتضمن الفيدرالية بأي حال من الأحوال، وكذلك تتحقق أهداف واشنطن بإيجاد صيغة لمشاركة حليفها في مفاوضات السلام، بينما تستمر بالتخلي عن المعارضة السورية في الجنوب والشمال السوري".

غير أن المصدر أكّد أن "الأمور لا تزال معقدة ومن المفترض أن يتم حسمها خلال أيام، من خلال الموقف الأميركي من سوتشي، والذي يبدو أن الإدارة الأميركية ترفضه بشكل قاطع حتى الآن، وتسعى لتمثيل الاتحاد الديمقراطي في جنيف، بينما لا تزال أنقرة متمسكة برفض منح الاتحاد الديمقراطي أي شرعية".

وكان مجلس الأمن القومي التركي، قد أكّد، في اجتماعه، أمس الأربعاء، أنّه "سيتم اتخاذ تدابير ضد الممر الإرهابي في سورية، ولن يتم السماح بإنشاء جيش الإرهابيين"، في إشارة إلى قوات حرس الحدود الذي تعمل الإدارة الأميركية على تشكيلها بالاعتماد على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني).

جاء ذلك في البيان الذي أصدره المجلس بعد الاجتماع الذي عقده برئاسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، واستمر لحوالي أربع ساعات ونصف، والذي ناقش كل من العملية العسكرية ضد مليشيات الاتحاد الديمقراطي في عفرين، إضافة إلى التطورات في المنطقة، وكذلك الشؤون الداخلية.

وجاء في البيان أنّ "تركيا لن تسمح بتكوين ممر إرهابي على حدودها ولا إنشاء جيش للإرهابيين، وتم تحديد الخطوات اللازمة التي ستم اتخاذها في هذا الشأن، لافتاً إلى أنه "تمت الإشارة إلى الخطوات اللازمة التي سيتم اتخاذها بشكل حازم ومباشر، والتي ستبدأ بتدمير التهديدات الموجهة لبلادنا من الغرب السوري، وذلك في سبيل تحقيق أمن الحدود أمن المواطنين وأموالهم في المنطقة"، في إشارة إلى منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة مليشيات الاتحاد الديمقراطي الكردية.

وبينما دعا البيان إلى "جمع السلاح الذي تم تقديمه لكل من العمال الكردستاني وجناحه السوري الاتحاد الديمقراطي"، عبر عن أسفة من استمرار دعم الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية، دون أن يذكر اسمها بشكل صريح.