لم تصل المعارضة السورية إلى موقف نهائي بشأن رفض أو قبول المشاركة في مؤتمر مثير للجدل تستعد روسيا لعقده على أراضيها، إذ لا تزال هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية تنظر بعين الريبة والشك إلى المؤتمر، فيما وجهت أسئلة إلى الجانب الروسي، منتظرة منه إجابات قبل تلبية دعوة لزيارة موسكو، يرى محللون أنها محاولة جديدة من الروس لـ"خداع" هيئة التفاوض، التي تتهيأ لجولة تفاوض جديدة مع النظام في فيينا.
وتواصل هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاتها في مقرها الدائم في العاصمة السعودية الرياض، وذلك للتحضير لاستحقاقات مهمة تنتظرها، منها جولة مفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا مع وفد النظام في 25 و26 يناير/ كانون الثاني الحالي، التي تأتي استكمالاً لمفاوضات مسار جنيف، إذ جرى نقل مكان هذه الجولة لأسباب لوجستية. كذلك تحاول الهيئة الخروج بموقف موحد وواضح من مؤتمر سوتشي لـ"الحوار الوطني"، الذي دعا الروس إليه في 30 يناير/ كانون الثاني الحالي، إذ تشهد الهيئة تبايناً في الرأي حيال المشاركة في هذا المؤتمر. وتتكون هيئة التفاوض من ممثلي الائتلاف الوطني السوري، والفصائل العسكرية، وهيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل السوري)، ومنصتي موسكو والقاهرة، بالإضافة إلى مستقلين.
وأكد مصدر رفيع المستوى في الهيئة أن "الاجتماعات لا تزال مستمرة"، مضيفاً، لـ "العربي الجديد"، أنه "لم يتخذ قرار برفض أو قبول المشاركة في سوتشي بعد"، موضحاً "لكن جو رفض المشاركة في هذا المؤتمر هو السائد حتى اللحظة". وأكد المصدر أن أعضاء الهيئة "وافقوا على تلبية دعوة من الروس لزيارة موسكو" قبيل انعقاد مؤتمر سوتشي، مستدركاً بالقول "لكن بعد الإجابة عن أسئلة وجّهناها لهم". ولم يشأ المصدر الخوض في طبيعة هذه الأسئلة. وأشار إلى "أن هناك العديد من المسائل التي تحتاج إيضاحاً من الجانب الروسي، حيال مؤتمر سوتشي، منها طبيعة وآلية هذا المؤتمر"، مؤكداً أن المعارضة السورية "لن تمنح الروس ما يريدون". وأوضح المصدر أنه "يجب على الروس أن يدركوا أن سورية لن تعود إلى ما قبل مارس/ آذار 2011، وأن (بشار) الأسد لم يعد له مكان في راهن ومستقبل البلاد"، مضيفاً "عندما يعي الروس هذه الحقيقة يمكن فتح حوار معهم". ولا تزال موسكو تحاول جرّ المعارضة السورية، بمختلف تياراتها وهيئاتها السياسية، للمشاركة في مؤتمر سوتشي "لأنها تدرك أنه بلا قيمة من دون وجود المعارضة ذات الثقل الشعبي"، وفق المصدر، مضيفاً "إما أن يكون كما نريد أو لن نذهب إليه".
اقــرأ أيضاً
من جانبه، يرى المحلل السياسي السوري، محمود الحمزة، وهو خبير بالشأن الروسي، أن موسكو تهدف من وراء دعوة وفد من هيئة التفاوض لزيارتها إلى "جذب الهيئة لمؤتمر سوتشي"، مضيفاً، في حديث مع "العربي الجديد"، سيحاول الروس خداعهم، أو ممارسة ضغط عليهم. وأشار إلى أن الروس أعلنوا للملأ أنه لا مكان في مؤتمر سوتشي لمن يرفض بقاء بشار الأسد في السلطة، متسائلاً: فماذا سيحقق وفد هيئة التفاوض؟ لا شيء. بموازاة ذلك، تضغط موسكو، من خلال دول إقليمية، من أجل مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي، ملوّحة بتصعيد عسكري كبير في حال رفضت هذه المعارضة المشاركة في المؤتمر، الذي من المتوقع أن تشارك فيه منصات محسوبة على المعارضة، لكنها لا تملك أي رصيد سياسي في الشارع السوري، منها منصة موسكو، التي يتزعمها قدري جميل، وتيار "قمح"، الذي يتزعمه هيثم مناع، إضافة إلى معارضين مستقلين يرون أن الحديث مع الروس بات ضرورة في ظل عدم اتخاذ الغرب خطوات جدية في طريق إحداث تغيير عميق في سورية. وأكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، أمس السبت، أن مؤتمر سوتشي سيتم في موعده، في 30 يناير/ كانون الثاني الحالي. وقال "جرى الاتفاق مع إيران وتركيا على قوائم المشاركين في المؤتمر، ولا يزال أمامنا إكمال الاتفاق، وهذا يحتاج ليوم أو يومين، وبعد ذلك سيتم إرسال الدعوات للمشاركين في المؤتمر". وأعرب عن أمله في مشاركة الأمم المتحدة على أرفع مستوى، و"حضور المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مؤتمر السوريين في سوتشي". وأشار إلى "تعويل روسيا على الولايات المتحدة لحضور مؤتمر سوتشي بصفة مراقب".
ومن المقرر أن تعقد جولة مفاوضات جديدة بين وفدي المعارضة السورية والنظام في مقر الأمم المتحدة في فيينا في 25 و26 الشهر الحالي، لاستكمال البحث في قضايا تتعلق بالدستور، وهي إحدى السلال التفاوضية التي وضعها المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وهي الحكم والانتخابات والدستور والإرهاب. وليس من المتوقع الخروج بنتائج يمكن البناء عليها، إذ لا يزال النظام يتمسك بدستور وضعه في عام 2012، ويعتبره "من أحدث الدساتير في العالم"، في حين تطالب المعارضة بإعلان دستوري يحكم المرحلة الانتقالية، على أن تضع لجنة دستورية منبثقة عن هيئة حكم كاملة الصلاحيات دستوراً جديداً للبلاد، تجرى الانتخابات على أساسه. وتصر المعارضة السورية على أن المفاوضات مع النظام تتم على أساس تحقيق انتقال سياسي، يقوم على بيان "جنيف 1" والقرار 2254، وهو ما يرفضه النظام حتى اللحظة، إذ يعتبر أن موضوع بشار الأسد "فوق التفاوض"، طارحاً فكرة تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تشارك بها المعارضة تدير مرحلة انتقالية يتم خلالها إجراء تعديلات على الدستور الموجود، تجرى على أساسها انتخابات يشارك بها الأسد. وكان النظام والمعارضة قد اتفقا على رفض مشروع دستور كتبه خبراء روس حاولت موسكو تسويقه في مفاوضات أستانة.
كذلك من المتوقع أن تواصل مساعيها على هذا الصعيد في مؤتمر سوتشي، إذ يدفع الروس باتجاه اعتماد دستور يشرعن وجودهم طويل الأمد في سورية. وكانت الجولة الماضية من مفاوضات جنيف قد باءت بفشل كبير، إثر رفض النظام الانخراط فيها بشكل جدي، بسبب بيان مؤتمر المعارضة في الرياض، الذي أشار إلى أنه لا حل سياسياً في سورية مع بقاء الأسد في السلطة. واعتبر النظام، في حينه، أن بيان الرياض 2 "خطوة إلى الوراء"، مطالباً المعارضة بقراءة المشهدين العسكري والسياسي بشكل أكثر واقعية، وهو ما اعتبرته المعارضة دعوة إلى "الاستسلام". وتعتبر المعارضة أن مفاوضات جنيف وصلت إلى حائط مسدود، وتحاول حشد موقف غربي فاعل لتفعيلها، إذ طاف وفد من هيئة التفاوض عدة عواصم أوروبية خلال الأيام القليلة الماضية. ومن الملاحظ أن مفاوضات فيينا ومؤتمر سوتشي يبحثان قضية الدستور، إذ تأمل موسكو في "انتخاب" عدد من المشاركين في مؤتمرها لتشكيل لجنة مهمتها وضع دستور جديد لسورية، وفرضها على دي ميستورا، في محاولة روسية لخلق مسار بديل عن مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ومرجعيته قرارات ذات صلة بالقضية السورية صدرت عن مجلس الأمن الدولي.
اقــرأ أيضاً
وتواصل هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعاتها في مقرها الدائم في العاصمة السعودية الرياض، وذلك للتحضير لاستحقاقات مهمة تنتظرها، منها جولة مفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا مع وفد النظام في 25 و26 يناير/ كانون الثاني الحالي، التي تأتي استكمالاً لمفاوضات مسار جنيف، إذ جرى نقل مكان هذه الجولة لأسباب لوجستية. كذلك تحاول الهيئة الخروج بموقف موحد وواضح من مؤتمر سوتشي لـ"الحوار الوطني"، الذي دعا الروس إليه في 30 يناير/ كانون الثاني الحالي، إذ تشهد الهيئة تبايناً في الرأي حيال المشاركة في هذا المؤتمر. وتتكون هيئة التفاوض من ممثلي الائتلاف الوطني السوري، والفصائل العسكرية، وهيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل السوري)، ومنصتي موسكو والقاهرة، بالإضافة إلى مستقلين.
من جانبه، يرى المحلل السياسي السوري، محمود الحمزة، وهو خبير بالشأن الروسي، أن موسكو تهدف من وراء دعوة وفد من هيئة التفاوض لزيارتها إلى "جذب الهيئة لمؤتمر سوتشي"، مضيفاً، في حديث مع "العربي الجديد"، سيحاول الروس خداعهم، أو ممارسة ضغط عليهم. وأشار إلى أن الروس أعلنوا للملأ أنه لا مكان في مؤتمر سوتشي لمن يرفض بقاء بشار الأسد في السلطة، متسائلاً: فماذا سيحقق وفد هيئة التفاوض؟ لا شيء. بموازاة ذلك، تضغط موسكو، من خلال دول إقليمية، من أجل مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي، ملوّحة بتصعيد عسكري كبير في حال رفضت هذه المعارضة المشاركة في المؤتمر، الذي من المتوقع أن تشارك فيه منصات محسوبة على المعارضة، لكنها لا تملك أي رصيد سياسي في الشارع السوري، منها منصة موسكو، التي يتزعمها قدري جميل، وتيار "قمح"، الذي يتزعمه هيثم مناع، إضافة إلى معارضين مستقلين يرون أن الحديث مع الروس بات ضرورة في ظل عدم اتخاذ الغرب خطوات جدية في طريق إحداث تغيير عميق في سورية. وأكد مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، أمس السبت، أن مؤتمر سوتشي سيتم في موعده، في 30 يناير/ كانون الثاني الحالي. وقال "جرى الاتفاق مع إيران وتركيا على قوائم المشاركين في المؤتمر، ولا يزال أمامنا إكمال الاتفاق، وهذا يحتاج ليوم أو يومين، وبعد ذلك سيتم إرسال الدعوات للمشاركين في المؤتمر". وأعرب عن أمله في مشاركة الأمم المتحدة على أرفع مستوى، و"حضور المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مؤتمر السوريين في سوتشي". وأشار إلى "تعويل روسيا على الولايات المتحدة لحضور مؤتمر سوتشي بصفة مراقب".
كذلك من المتوقع أن تواصل مساعيها على هذا الصعيد في مؤتمر سوتشي، إذ يدفع الروس باتجاه اعتماد دستور يشرعن وجودهم طويل الأمد في سورية. وكانت الجولة الماضية من مفاوضات جنيف قد باءت بفشل كبير، إثر رفض النظام الانخراط فيها بشكل جدي، بسبب بيان مؤتمر المعارضة في الرياض، الذي أشار إلى أنه لا حل سياسياً في سورية مع بقاء الأسد في السلطة. واعتبر النظام، في حينه، أن بيان الرياض 2 "خطوة إلى الوراء"، مطالباً المعارضة بقراءة المشهدين العسكري والسياسي بشكل أكثر واقعية، وهو ما اعتبرته المعارضة دعوة إلى "الاستسلام". وتعتبر المعارضة أن مفاوضات جنيف وصلت إلى حائط مسدود، وتحاول حشد موقف غربي فاعل لتفعيلها، إذ طاف وفد من هيئة التفاوض عدة عواصم أوروبية خلال الأيام القليلة الماضية. ومن الملاحظ أن مفاوضات فيينا ومؤتمر سوتشي يبحثان قضية الدستور، إذ تأمل موسكو في "انتخاب" عدد من المشاركين في مؤتمرها لتشكيل لجنة مهمتها وضع دستور جديد لسورية، وفرضها على دي ميستورا، في محاولة روسية لخلق مسار بديل عن مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ومرجعيته قرارات ذات صلة بالقضية السورية صدرت عن مجلس الأمن الدولي.