كشفت مصادر مقربة من اللواء خليفة حفتر، اليوم الأحد، عن عزم قوات الأخير "استئصال مليشيات سودانية وتشادية، تتخذ من واحة ربيانة على الحدود الليبية السودانية مقراً لها، وتقودها امرأة تدعى مريم سرور"، مشيرة إلى أنها ستتم بمساعدة قواته في منطقة الكفرة وبدعم فرنسي وتشادي.
ويغيب كثير من التفاصيل حول سرور، إلا أن المصادر تؤكد أنها زوجة للعقيد محمد سرور العسكري المنشق عن الجيش التشادي، الذي وصل إلى حفتر عبر حلفاء الأخير من قبائل التبو بالجنوب الليبي، ليشكل له ظهيراً عسكرياً قوياً في الجنوب الليبي، قبل أن يقدم حفتر على تدبير اغتيال له بمنطقة الكفرة أوائل العام الماضي، ما أغضب زوجته التي تمكنت خلال أواخر العام الماضي من تقوية مليشيا زوجها وقيادتها في أكثر من عملية انتقامية ضد قوات حفتر، أبرزها الهجوم على دورية تابعة لحفتر الأسبوع الماضي، قتل أثناءه ستة جنود وخطف السابع بمنطقة المخيلي شرق البلاد.
وأعلنت قيادة قوات اللواء خليفة حفتر أنها أصدرت أوامرها، مساء أمس السبت، لقاعدتي بنينا والأبرق بإرسال تعزيزات عاجلة إلى مدينة الكفرة، من أجل دعم عملية "غضب الصحراء"، التي أطلقها حفتر قبل ثلاثة أيام في الجنوب الليبي.
وبحسب المتحدث باسم قوات حفتر العقيد أحمد المسماري، في بيان رسمي له الجمعة الماضية، فإن "وحدات من قوات حفتر نفذت عملية جنوب غرب مدينة الكفرة بغطاء جوي لملاحقة عصابات التهريب والخطف والسرقة التي تستبيح الجنوب الليبي".
وأفادت تقارير بالوجود الكثيف لمليشيات سودانية وتشادية متمردة تسيطر على مواقع مهمة بالجنوب الليبي، ويستفيد منها حفتر في عملياته القتالية، كما أشارت تقارير أخرى إلى أن فصائل من هذه المليشيات تعمل أيضاً ضمن قوات خصوم حفتر.
آخر تلك التقارير قدمه خمسة خبراء للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لمجلس الأمن عن الأوضاع في دارفور السودانية، أكد أن حفتر يستعين بمرتزقة حركات التمرد السودانية في عملياته القتالية، ويقدم لهم أشكالاً من الدعم من بينها تهريب الوقود والبشر والممنوعات، بالإضافة لدفع رواتب ثابتة لهؤلاء المرتزقة.
وتشير تقارير محلية إلى استعانة حفتر بهؤلاء المرتزقة في حربه في السيطرة على منطقة الهلال النفطي منتصف العام الماضي، بالإضافة لاستعانته بهم في تأمين مواقع حيوية مثل حقول النفط في تازربو والسرير أقصى الجنوب الليبي.
لكن أسئلة بدت تثار حول توجه حفتر الجديد للانقلاب على حلفاءه السابقين من قادة هذه المليشيات، التي بدت ظاهرة وبشكل رسمي من خلال عمليته العسكرية الأخيرة "غضب الصحراء".
وتؤكد المصادر أن حفتر عازم على استئصال هذه المجموعة بمساعدة قواته بمنطقة الكفرة وتوسيع العملية لتشمل السيطرة على أكبر قدر من مساحة الجنوب الليبي، لا سيما الحدودية منها، كاشفاً النقاب عن وجود دعم فرنسي لهذا التوجه الجديد.
وتوضح المصادر أن "تشاد تدعم العملية بقوة كونها المستفيد الأول من القضاء على هذه المليشيات"، معتبراً أن حفتر يسعى حالياً لنقل الحرب إلى الجنوب الليبي بعد الانتهاء من السيطرة على بنغازي.
وأضافت أن "خطط حفتر الجديدة سترفع شعار محاربة عصابات التهريب واللعب على ملف الهجرة غير الشرعية والحدود بعد الانتهاء من فزاعة الإرهاب، لجلب مزيد من الدعم المحلي ولكسب شرعية دولية لعملياته".
وقالت إن "سرور ومليشيات أخرى بدت منزعجة جداً من حفتر، لكنها في ذات الوقت فتحت الباب أمامه لأعمال عسكرية جديدة ستكون مكاسبها السياسية له كبيرة جداً، لا سيما أن البلاد على أبواب انتخابات".
وأكدت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن "تحالفات جديدة يعقدها حفتر حالياً مع قبائل الوسط والجنوب كقبائل زوية والمجابرة، أكثر القبائل المتضررة من مليشيات الخطف والتهريب الأفريقية، ولكي تكون هذه القبائل خزاناً بشرياً جديداً لحربه المقبلة".
وختمت بالقول "لا نعرف الكثير من تفاصيل وأهداف حفتر في هذه المرحلة الجديدة، لكنه بالقطع يسعى دوماً لوجود دوامة متحركة في البلاد في شكل حروب لخدمة أهدافه وأهداف دول كفرنسا ودول جوار أبرزها مصر، كما أنه يسعى لتوسيع دائرة مؤيديه المحليين".