وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي في إسطنبول، قبل أن يتوجّه إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ "الولايات المتحدة تقوم حالياً بسلسلة من المؤامرات الخطيرة... وهي ليست مؤامرات قانونية فقط بل اقتصادية أيضاً".
وأكد الرئيس التركي أنّه ينبغي على الولايات المتحدة "إعادة النظر في مفهومها للعدالة وعدم إعطاء دروس العدالة للعالم".
وتابع: "إذا كان هذا هو مفهوم الولايات المتحدة للعدالة فالعالم يتجه نحو الهاوية"، ثم أضاف: "لتعذرنا الولايات المتحدة.. لكن القوانين في علاقاتنا الثنائية والاتفاقيات الثنائية بيننا تفقد صلاحيتها. أشعر بالأسف لأنّني أقول ذلك لكن هذا سيكون الوضع من الآن فصاعداً". ولم يحدّد الرئيس التركي الاتفاقيات التي كان يقصدها.
وأول أمس الأربعاء، دانت هيئة محلفين أميركية النائب السابق لرئيس بنك "خلق" التركي، محمد هاكان عطا الله، بـ5 تهم من أصل 6 وُجهت إليه، خلال محاكمته في الولايات المتحدة.
ودينَ عطا الله، بتهم "خرق عقوبات واشنطن على إيران"، و"الاحتيال المصرفي"، و"المشاركة في خداع الولايات المتحدة"، و"المشاركة في جريمة غسل أموال"، و"المشاركة في خداع البنوك الأميركية"، في حين تمّت تبرئته من تهمة "غسل أموال".
وأغضبت القضية أردوغان ووزراءه الذين اتهم بعضهم مسؤولي المحكمة الأميركية بأنّهم على صلة بزعيم حركة "الخدمة" فتح الله غولن المقيم بالولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016.
واستندت الدعوى الأميركية ضد عطا الله، إلى شهادة تاجر الذهب التركي الإيراني رضا ضراب، الذي أقرّ بالإشراف على برنامج للالتفاف على العقوبات الأميركية ضد إيران.
وكان بنك "خلق" قد قال، في بيان الأربعاء، إنّ من حق عطا الله استئناف الحكم، وأكد أنّه لم يكن طرفاً في الدعوى الأميركية، مشدداً على أنّ المحكمة لم تتخذ ضده أي قرار مالي أو إداري.
وفي الشأن الداخلي، نفى أردوغان مزاعم إجراء تغيير في التشكيلة الحكومية، قائلاً إنّ "ادعاءات التعديل الوزاري غير صحيحة".
من ناحية أخرى، أكد أردوغان، أنّ بلاده لا ترى "تدخّل" كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، في الشأن الداخلي لكل من إيران وباكستان "أمراً صائباً".
وقال أردوغان إنّ "بعض الدول وعلى رأسها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، لا يمكن أن نرى أمر تدخلها في الشأن الداخلي الإيراني والباكستاني أمراً صائباً، وكذلك إدخال شعوب هذين البلدين في مواجهة داخلية".
وتابع: "هذا الأمر رأيناه في وقت سابق في العراق، هل نجح هناك؟"، مضيفاً: "ولنأتِ إلى سورية، هل تم ضبط الأمور فيها... لا، وكذلك الأمر في ليبيا، ويعملون على تأزيم الأمر في تونس، وفي أفريقيا، والأمر كذلك في كل من السودان وتشاد، كلها متماثلة، وانتبهوا إلى أنّ هذه الدول جميعاً هي دول إسلامية".
وتشهد إيران، منذ الخميس الماضي، تظاهرات احتجاجية ترفع مطالب اقتصادية، سرعان ما تطورت إلى سياسية، وأدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً، فضلاً عن إصابة العشرات واعتقال المئات من قبل السلطات.
وكرّر الرئيس الأميركي، الثلاثاء، انتقاداته للسلطات الإيرانية، معتبراً أنّ "الشعب تحرّك هناك ضد النظام الوحشي والفاسد"، وفق تعبيره.
واتهم ترامب، الأسبوع الماضي، إسلام أباد بتوفير "ملاذات آمنة للإرهابيين" في أفغانستان، معلناً عن وقف مساعدات أمنية مخصصة لباكستان.
زيارة فرنسا
أكد أردوغان أنّه سيبحث مع ماكرون "التعاون في مجالات ذات أولوية مثل الاقتصاد والتجارة والدفاع ومكافحة الإرهاب". وذكر أنّ التطورات في المنطقة والاختبارات والأزمات التي تواجهها تركيا، "تجعل من التضامن الوثيق والدائم أمراً أساسياً للبلدين".
وأضاف: "سنجد الفرصة لبحث قضايا راهنة ومشتركة على الصعيدين الإقليمي والدولي على رأسها التطورات في فلسطين والقدس وسورية والعراق وليبيا".
ووصف العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، بأنّها "قوية ومتينة"، مذكّراً بأنّ حجم التجارة بينهما عام 2016 بلغ 13.5 مليار دولار.
وأبدى الرئيس التركي، استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع فرنسا في كافة المجالات، بما فيها الصناعات الدفاعية والطاقة، كاشفاً أنّه سيلتقي، في إطار الزيارة، ممثلين عن عالم الأعمال والاستثمار في فرنسا، للبحث في "سبل تطوير إمكانات الاستثمار، والعلاقات التجارية الثنائية".
وتستغرق زيارة الرئيس التركي إلى فرنسا يوماً واحداً، يرافقه فيها وزراء الخارجية مولود جاووش أوغلو، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والدفاع نورالدين جانيكلي، والطاقة والموارد الطبيعية براءت آلبيرق، ورئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية التركية إلكر أيجي.