وقالت المصادر إن "الأزمة لا تحتمل كلمة هنا أو كلمة هناك، لذلك كانت لا بد أن تكون أول خطوة هي وقف الحديث الإعلامي في المجمل حتى لا تتفاقم الأزمة أكثر من اللازم".
وأكدت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "تم وقْف عدد من المقالات لكتاب صحافيين وسياسيين مصريين بارزين، كان من المقرر أن تُنشر في صحافة القاهرة الصادرة أمس الأحد، وبعضها كان يحمل هجوماً عنيفاً على الرئيس السوداني عمر البشير". وبحسب المصادر فإن "جهات عليا تدخلت لمنع تلك المقالات والمتابعات الإخبارية حتى لا تكون بمثابة سكباً للزيت على النار".
وأشارت المصادر إلى أن "الاتصالات العربية التي أُجريت منذ يوم الجمعة للحدِّ من تصاعد الخلاف، أسهمت بنسبة كبيرة في تهدئة الأوضاع وعدم تفاقمها".
وكشفت المصادر "أن القاهرة حصلت على تطمينات بشأن بعض الأمور التي كانت تمثل بالنسبة لها علامة استفهام، مثل الاتفاق الخاص بجزيرة سواكن السودانية"، التي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته السودان أخيراً أنه تم تخصيصها لتركيا لكي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها. ولفتت المصادر إلى "أن هناك تأكيدات أن الاتفاقيات الـ22 الموقعة بين الخرطوم وأنقرة لم يكن من بينها اتفاقية بهذا الخصوص".
وأوضحت المصادر "أن الأمر مجرد تفهّمات فقط، وسيتم على أساسها عقد مجموعة من اللجان المتخصصة بين الجانبين التركي والسوداني لتحديد طبيعة ما ستقوم به تركيا في الجزيرة، كما أن تلك الاجتماعات لن تبدأ في القريب، ولكن ستأخذ وقتاً لحين انطلاقها والتجهيز لها".
وكان الكاتب الصحافي المقرّب من دوائر صناعة القرار المصري، محمد أمين، قد شنّ هجوماً حادّاً على الرئيس السوداني، قبل صدور التعليمات الجديدة بوقف الحديث عن الأزمة في الإعلام، داعياً النظام المصري لأداء دور لإسقاط حكم البشير، قائلاً "لا بد أن يكون لمصر يد في نهاية البشير، فقد أكرمته فلم يشعر بالامتنان، وساندته فلم يشعر بأي جميل... وكرّمته في احتفالات 6 أكتوبر منذ عامين، وكنت لا أشعر بأي ارتياح... فلم يكن يستحق، وأثبت أنه لا يستحق".