اتّهم معارض سعودي لاجئ في كندا، الأحد، حكومة بلاده بقرصنة هاتفه والتنصّت على مكالمات هاتفية جرت بينه وبين مواطنه الصحافي جمال خاشقجي، الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الكندية العامة "سي بي سي"، قال عمر عبد العزيز "بالتأكيد استمعوا إلى المحادثات التي جرت بيني وبين جمال ونشطاء آخرين في كندا والولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية"، لافتاً إلى أنّه تكلّم لآخرة مرّة مع خاشقجي، في 28 سبتمبر/أيلول.
ونقلت الشبكة التلفزيونية عن المعارض الشاب المقيم في كيبك كلاجئ سياسي، انتقاده لسجلّ الحكومة السعودية في مجال حقوق الإنسان، وكذلك للطريقة التي تعاملت فيها السعودية مع كندا، خلال الخلاف الدبلوماسي الذي نشب بين البلدين.
وأفاد تقرير نشره، مؤخراً، مختبر تابعة لجامعة تورونتو أنّه "يرجّح بقوة" وقوف السلطات السعودية خلف عملية القرصنة التي استهدفت هاتف عبد العزيز، والتي تمّت بواسطة برامج تنصّت قويّة للغاية لا تُباع إلاّ لحكومات.
وفي مقابلته، روى الناشط، أنّه خلال الأشهر الأخيرة، كان يعمل مع خاشقجي على مشاريع عديدة؛ بينها خصوصاً تنظيم حملة ترمي للتصدّي للدعاية المؤيدة للنظام السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال "لقد وعدني خاشقجي برعاية المشروع، وأعتقد أنّهم تمكّنوا من الاستماع إلى تلك المحادثات"، معرباً عن خشيته من أن تكون عملية التنصّت على هاتفه قد ساهمت في اختفاء الصحافي المعارض الذي تعتقد أنقرة أنّه قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وهو ما تنفيه الرياض.
— CBC News (@CBCNews) October 14, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— CBC News (@CBCNews) October 14, 2018
|
وأضاف "قلت للسلطات الكندية إنّ هذا أمر خطير"، مؤكداً أنّ خاشقجي كان مصدر إزعاج حقيقي للرياض. وقال "صوته كان يشكّل صُداعاً للحكومة السعودية".
وإذ أكّد الشاب المعارض الذي يتابع حالياً دراسته في شيربروك، أنّه يشعر بالأمان في كندا، لفت إلى أنّ الأمر لا ينطبق على سعوديين آخرين اتّصلوا به، وربما يكون انفضح أمرهم بسبب التنصّت على هاتفه.
وقال "لا أحد سيؤذيني لأنني أعبّر عن آرائي، لكن الكثير من الناس الذين اتّصلوا بي هم في خطر حقيقي بسبب ذلك".
وكان عبد العزيز قال، لشبكة "سي بي سي نيوز"، في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إنّه يخشى على مصير الأشخاص الذين تحدّث معهم هاتفياً بسبب القرصنة التي تعرّض لها هاتفه.
وبحسب الشبكة الإخبارية، فإن شقيقيّ عبد العزيز، والكثير من أصدقائه، اعتقلوا، أخيراً، على أيدي قوات الأمن السعودية.
(فرانس برس)