قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن تحولا كبيرا طرأ على توجهات أنظمة الحكم العربية إزاء إسرائيل، مشيرا إلى أن العلاقات بين إسرائيل وهذه الأنظمة "تشهد تطورا متلاحقا".
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم، الخميس، كتب غرينبلات: "لقد فوجئت عند سماعي خلال مشاركتي في لقاءات مع زعماء عرب عن طابع وعمق علاقات العمل الجوهرية والجادة جدا التي تربط بلدانهم بإسرائيل، على الرغم من أنهم يرتدعون عن قول هذا الكلام في العلن".
وأشار غرينبلات إلى أن هناك "توجها عربيا لأن تخرج العلاقات السياسية والأمنية من السر إلى العلن"، مشيرا إلى أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة سمح أخيرا للوزراء والموظفين الكبار في المملكة بعقد لقاءات علنية مع نظرائهم الإسرائيليين، علاوة على أنه عبر أخيرا، وفي ما سبق ولأكثر من مرة، عن رفضه لمقاطعة إسرائيل.
وأعاد المبعوث الأميركي التذكير بأن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، كتب تغريدة في "تويتر"، أشاد فيها بموقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، ومطالبته بضمان استقرار نظام الحكم في السعودية كأحد الضمانات لمواجهة إيران.
وأشار إلى أنه بالنسبة لكثير من المسؤولين في بعض دول العربية "لم يعد من المحظور أن تتم مشاهدتهم برفقة نظرائهم الإسرائيليين"، مبرزا أن سفير دولة الإمارات في واشنطن محمد العتيبة، لم يتردد في أن يجلس إلى جانب السفير الإسرائيلي في واشنطن رون درمر، في أحد اللقاءات التي تمت في واشنطن أخيرا.
وحسب المبعوث الأميركي، فإن هناك دلالة خاصة لمشاركة وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، على رأس وفد رسمي في بطولة الجودو العالمية في أبوظبي، مستذكرا أن "ريغيف لم تتمالك نفسها وبكت عندما تم أداء النشيد (الوطني) الإسرائيلي (هتكفاه)".
وأشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امتدح بلاده "لأنها كانت الدولة الأولى الرائدة في مجال التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل".
وأشار المسؤول الأميركي إلى ما قاله وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أخيرا من أن إسرائيل "دولة قائمة في المنطقة. نحن نعرف ذلك والعالم يقر بذلك... وآن الوقت لتحصل إسرائيل على المكانة التي تستحقها".
وأوضح غرينبلات أن "الدول العربية تقول بصراحة إنها تفضل مصالحها الوطنية على متطلبات حل القضية الفلسطينية"، على أن "إدارة دونالد ترامب معنية بتعزيز التعاون والتقارب بين إسرائيل والدول العربية، وإقدامها على مواجهة التحديات المختلفة معا، على اعتبار أن هذا التطور يعد في صلب المصالح القومية الأميركية".
وأضاف أن "رؤية الزعماء العرب يبدون جرأة ولا يترددون في تعزيز علاقاتهم مع إسرائيل أمر يثلج الصدر".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن "إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من استثمار الطاقة الكامنة في التقاء المصالح بينها وبين الدول العربية، ولا سيما في كل ما يتعلق بالحاجة لمواجهة الممارسات السلبية لإيران، والتصدي للتطرف والإرهاب، إلى جانب التحديات المتعلقة بأزمة نقص المياه، والمشاكل التي تعترض قطاع المواصلات".
وشدد على أن "التحديات التي تواجه الدول العربية توفر فرصا لتوسيع التعاون بين إسرائيل والعالم العربي"، مستدركا بأن "ما يحول دون استثمار هذه الفرصة حتى النهاية هو عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والعواصم العربية".
وأوضح أن "الدول العربية حتى الآن لم تتمكن من الاستفادة من الطاقة الكامنة في التعاون مع إسرائيل، رغم أنها في أمس الحاجة إلى هذا التعاون، بسبب عدم تحقيقها إنجازات على صعيد الاختراعات والتقنيات المتقدمة، إلى جانب حاجتها الماسة للاستفادة من الخبرات والقدرات الإسرائيلية في مواجهة الإرهاب".
وشدد على ضرورة أن "تتخلص الدول العربية من تأثير مخرجات مؤتمر قمة الخرطوم، التي تضمنت ثلاث لاءات: لا للسلام مع إسرائيل، لا للاعتراف بها، ولا لمفاوضات معها"، مستذكرا أن دولتين شاركتا في هذه القمة وقعتا على اتفاق سلام مع إسرائيل، وهما مصر والأردن.