رفض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الردّ على دعوة وجهها الملك المغربي محمد السادس قبل أسبوعين إلى الجزائر، لحوار سياسي وفتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ عام 1995.
ولم تحمل برقية تهنئة وجهها الرئيس الجزائري، اليوم الأحد، إلى العاهل المغربي بمناسبة عيد استقلال المغرب أية إشارات سياسية أو رد رسمي على الدعوة محمد السادس، ولم تخرج عن الطابع البروتوكولي المعتاد في مناسبات كهذه، وحملت العبارات التي تتكرر في برقيات التهاني الرسمية التي تصدرها الرئاسة الجزائرية.
وقال بوتفليقة في برقية التهنئة مخاطباً الملك المغربي "أجدد لكم ما يحدوني من عزم راسخ على توطيد وشائج الأخوة وعلاقات التضامن التي تربط شعبينا الشقيقين بما يمكننا من إرساء علاقات ثنائية أساسها الاحترام المتبادل بما يخدم طموحهما إلى الرقي والنماء والعيش في منعة ورفاه".
وأضاف "أغتنم هذه المناسبة المجيدة لأستحضر بكل تقدير وإكبار ما سجله التاريخ من صفحات مشرقة للتضحيات الجسام التي بذلها المغاربة تحت قيادة جدكم الراحل الملك محمد الخامس، تغمده الله بواسع رحمته، والتي توجها إعلان الاستقلال واسترجاع الشعب المغربي الشقيق لسيادته".
ويشير مضمون البرقية الرئاسية وتجاهل بوتفليقة وتجنبه الإشارة إلى كل ما يتعلق بالدعوة المغربية الأخيرة التي وجهها الملك محمد السادس قبل أسبوعين إلى الجزائر لوضع آلية لحوار سياسي بين البلدين وفتح الحدود، إلى برودة الموقف الجزائري، كما توضح رفض الجزائر لطريقة المغرب في طرح المشكلات العالقة بين البلدين عبر الخطابات السياسية، بدلاً من الطرق والقنوات الدبلوماسية.
وكان مصدر دبلوماسي في الخارجية الجزائرية قد صرّح للصحافيين أن الجزائر ترى في خطاب الملك المغربي الأخير "مناورة مخالفة للأعراف الدبلوماسية وموجهة للاستهلاك الإعلامي"، وأنه "كان يتعيّن على المغرب الاعتماد على القنوات الدبلوماسية، بدلاً من اللجوء إلى تسويق مواقف إعلامية".
وشدد المصدر على أنه "توجد قنوات رسمية دبلوماسية معروفة يمكن أن يتبادل من خلالها البلدان المواقف والرسائل السياسية، بدلاً من المناورة إعلامياً".
واللافت أن الحكومة الجزائرية لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي رداً على خطاب الملك المغربي، وفسر ذلك بلجوء الرباط إلى تسويق المبادرة للرأي العام العربي والدولي على أن الجزائر هي التي ترفض الحوار.
وتتمسّك الجزائر بأربع نقاط تمثل أساسات الحوار السياسي مع الرباط، هي "وقف الحملات الدعائية والدبلوماسية، وحل الخلافات بالحوار بدلاً من التصريحات الإعلامية، ووقف تدفق المخدرات من المغرب إلى الجزائر، وتحييد قضية الصحراء الغربية عن أي مسار للحوار الثنائي".
وبحسب مراقبين فإن الجزائر تفضّل إرجاء طرح أية إشارات إيجابية باتجاه تحسين المواقف اتجاه الرباط، إلى ما بعد جلسة المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو المقررة في الخامس والسادس من ديسمبر/ كانون الأول المقبل في جنيف، ورصد مدى تعديل المغرب لخطابه إزاء الجزائر، خاصة أن الرباط تصف الجزائر بعدو الوحدة الترابية للمغرب، بسبب دعمها جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية.