وصل رئيس إقليم كردستان السابق زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني، اليوم الجمعة، إلى محافظة النجف (180 كلم جنوب بغداد)، حيث التقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وأكد مصدر مقرب من اللقاء أن الزعيمين ناقشا التحديات التي تواجه إكمال تشكيلة حكومة عادل عبد المهدي، موضحا لـ"العربي الجديد" أن البارزاني والصدر شددا على ضرورة تقديم الدعم الذي تتطلبه الحكومة من أجل مواصلة مسيرتها.
ولفت المصدر إلى بحث الطرفين لمسائل سياسية عدة، أبرزها آليات اختيار الوزراء الثمانية المتبقين في حكومة عبد المهدي، وحل جميع المسائل العالقة بين بغداد وأربيل، والتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف بشأن كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها.
إلى ذلك، حذّر عضو تحالف سائرون المدعوم من التيار الصدري، صباح العكيلي، من خطورة فتح الملفات القديمة العالقة بين بغداد وأربيل خلال الزيارة التي يجريها البارزاني، ولقائه عدداً من رموز العملية السياسية، مبينا خلال تصريح صحافي أن "هذه الملفات يمكن أن تحل تحت خيمة الدستور".
وبين العكيلي أن "حصص المحافظات من الموازنة الاتحادية ينبغي أن توزع على أساس النسبة السكانية، وفقا لما نص عليه الدستور"، داعيا إلى "إبعاد المزاجيات عن الدستور، وعدم التلاعب به".
وأشار إلى أن زيارة البارزاني إلى بغداد "جاءت ضمن ظروف خاصة، لا ينبغي استغلالها لفتح ملفات قديمة قد تقود إلى أزمات سياسية جديدة"، موضحا أن "مدينة كركوك تمثل جزءا من العراق، ونص الدستور على ذلك صراحة، ويجب أن تخضع لسلطة الحكومة المركزية في بغداد".
وقال النائب عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" شاخوان عبد الله، في تصريح صحافي أمس الخميس، إنّ "أهم شرط من شروط زعيم الحزب الديمقراطي، مسعود البارزاني، لفتح باب الحوار مع بغداد بشأن كركوك، هو خروج القوات العسكرية العراقية منها، وأن يتم تشكيل إدارة مشتركة فيها".
وأكد عبد الله أنّ "هذا الشرط يشكل نقطة رئيسية في أحدث مشروع للحزب الديمقراطي لتطبيع أوضاع كركوك"، موضحاً أنّ "الحزب بدأ اجتماعات ولقاءات على مستوى عالٍ، ويحاول الاتفاق مع القوى السنية والحكومة العراقية الجديدة".
وأوضح أنّ "المشروع تم تداوله مع قوى سياسية في بغداد، وأنّ البارزاني سيبحث وضع كركوك مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بهدف إنهاء حالة العسكرة في المحافظة"، وهو ما دفع عضو البرلمان العراقي السابق عن المكون التركماني جاسم محمد جعفر، إلى التعبير عن "قلقه البالغ" من زيارة البارزاني إلى بغداد، وأكد، في وقت سابق من اليوم الجمعة، أنه يتخوّف من إبرام اتفاقية مع جهات حكومية، أو مع بعض الأحزاب والكتل السياسية لإعادة النظر في أوضاع كركوك، وبقية المناطق المتنازع عليها.