ويقدّم الوزيران الأميركيان الإفادة في جلسة مغلقة لمجلس النواب، كما حدث أمام مجلس الشيوخ من قبل.
ودافع بومبيو، الأربعاء، عن تعامل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع قتل خاشقجي، مشدداً على أهمية السعودية كحليف للولايات المتحدة ضد إيران، بحسب ما أوردت "رويترز".
وجدد بومبيو قوله إنه لا يوجد دليل مباشر يربط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقتل خاشقجي، رغم تقييم المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" بأنّه هو على الأرجح من أصدر الأمر بقتله.
وأدلت مديرة المخابرات جينا هاسبل، بإفادة خلف أبواب مغلقة أمام زعماء مجلس النواب، الأربعاء، بشأن مقتل خاشقجي، بعدما أدلت، في وقت سابق، بإفادة أمام بعض أعضاء مجلس الشيوخ.
وعندما سُئل خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" عن النتائج التي توصلت إليها المخابرات، قال بومبيو دون الخوض في تفاصيل: "بعض التقارير التي رأيتموها بشأن ذلك غير دقيقة".
وأضاف: "لا يزالون يعملون على هذا. لا تزال الحقائق قيد التطوير في ما يتعلق بقتل جمال خاشقجي... الدليل المباشر ليس متاحاً بعد، هذا ما قلته من قبل".
وفرضت الولايات المتحدة، عقوبات اقتصادية، على 17 مسؤولاً سعودياً، الشهر الماضي، لدورهم في قتل خاشقجي، لكنها لم تصل إلى حد اتخاذ إجراء قد يؤثر على صفقات السلاح الأميركية المربحة مع السعودية، والتي شدد ترامب على التمسّك بها.
وأشار بومبيو إلى العقوبات، قائلاً إنّ "الولايات المتحدة ستواصل محاسبة من يثبت أنّهم ضالعون في قتل خاشقجي" الذي كان يقيم في الولايات المتحدة، ويكتب في صحيفة "واشنطن بوست".
وأضاف: "لا أحد يقلل من بشاعة هذه الجريمة. لكن تذكروا أنّ إيران تتصرف بلا كابح في جميع أنحاء الشرق الأوسط. مقتل أي فرد أمر مروع. لكن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص في أوروبا أو الشرق الأوسط أو الولايات المتحدة أشد بشاعة".
وتأتي إفادة بومبيو وماتيس، أمام مجلس النواب الأميركي، بعدما قدّما، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إفادة أمام مجلس الشيوخ، بشأن مقتل خاشقجي.
وذكر بومبيو، حينها، أنّه لا توجد أدلة مباشرة تربط بن سلمان، بمقتل خاشقجي، مشدداً على أنّه "لا توجد تقارير مباشرة تربط ولي العهد (السعودي) بإصدار الأمر بقتل جمال خاشقجي"، كاشفاً أنّه وماتيس أوضحا أنّ "التوقيت سيئ لأي تشريع بمجلس الشيوخ بشأن السعودية".
من جهته، قال ماتيس لأعضاء في مجلس الشيوخ، خلال جلسة الإفادة المغلقة، آنذاك، إنّ السعودية تلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على الأمن بالشرق الأوسط، و"هو أمر لا يمكن إغفاله حتى في الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة لمحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي".
وطبقاً لتصريحات أرسلت للصحافيين، قال وزير الدفاع الأميركي: "لا بد أن أشير إلى أننا نادراً ما نكون أحراراً للعمل مع شركاء لا تشوبهم شائبة... مصالحنا الأمنية لا يمكن إغفالها حتى ونحن نسعى للمحاسبة في ما وصفه الرئيس (دونالد) ترامب بالجريمة غير المقبولة والمروعة لقتل جمال خاشقجي".
الشيوخ الأميركي يصوّت على قرار إنهاء دعم السعودية باليمن
وسبّب قتل خاشقجي صدمة في أنحاء العالم، وأثار ردود فعل غاضبة من مشرعين في الكونغرس الأميركي، بمن فيهم الديمقراطيون والجمهوريون. ودعا بعضهم إلى إجراءات أشد صرامة ضد السعودية.
ويتوقع أن يصوّت أعضاء في مجلس الشيوخ، اليوم الخميس، على مشروع قرار يدعو إلى سحب الولايات المتحدة مساعداتها للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.
وصوّت 60 عضواً بمحلس الشيوخ، لصالح البدء في النقاش حول مشروع قانون اليمن، فيما عارضه 39 آخرون، ما يشير إلى أنّ هناك دعماً كافياً للحصول على 50 صوتاً يحتاجها القرار ليمرّ من المجلس.
لكن من غير الواضح كيف يمكن للتعديلات أن تؤثر على التصويت النهائي، المتوقع اليوم الخميس.
من جانبه، يعدّ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب كوركر، الجمهوري عن ولاية تينيسي، قراراً منفصلاً يدين مقتل خاشقجي.
وكان ترامب، جدد في مقابلة مع "رويترز"، الثلاثاء، دعمه بن سلمان، على الرغم من تقييم "سي آي إيه" الذي يفيد بأنّه أمر بقتل خاشقجي، والمناشدات من أعضاء في مجلس الشيوخ له بإدانة ولي العهد.
ورفض ترامب التعليق على ما إذا كان بن سلمان متورطًا في القتل، لكنه أبدى دعمه إياه،
وقال في مقابلة مع "رويترز" بالبيت الأبيض: "هو زعيم السعودية. وهي حليف جيد للغاية". ولدى سؤاله عما إذا كان دعمه المملكةَ يعني دعمه الأمير محمد، أجاب: "حسناً.. يعني ذلك بالتأكيد في الوقت الحالي".