رئيسا المخابرات المصرية والأمن الوطني السوري يلتقيان بالقاهرة: تبادل للرسائل الإقليمية؟
وأعلن الجهاز، في بيان مقتضب، عن اللقاء، قائلا إنهما "بحثا مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب".
وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس السوداني عمر البشير العاصمة السورية دمشق، كأول زيارة لرئيس عربي لبشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، وسط جدل واسع فجّرته الزيارة.
من جهة أخرى، قالت مصادر مصرية مقربة من دوائر صناعة القرار، لـ"العربي الجديد"، إن زيارة مملوك تضمنت تبادُل رسائل وصفتها المصادر بـ"الإقليمية"، لافتة إلى أن "من بين ما جرى التباحث بشأنه هو البحث عن صيغة لإشراك النظام السوري في القمة العربية القادمة على مقعد سورية"، كما تضمن اللقاء، بحسب المصادر، "نقل رسائل سعودية إلى الأسد بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة".
وأوضحت المصادر أن التحالف الرباعي، الذي يضم كلاً من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، يرغب في توسيع قنوات الاتصالات مع النظام السوري، بادعاء تضييق مساحات الحركة الإيرانية في دمشق، لافتة في الوقت ذاته إلى أن "انفتاحاً سعودياً ستشهده المنطقة على الأزمة السورية".
وأكدت المصادر أن "كافة التحركات في الوقت الراهن ليست ببعيدة عن مجموعة اتفاقات سياسية وإقليمية جرت على ضوء الأزمة التي تمر بها السعودية في أعقاب مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وتورُّط الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بشكل مباشر في تلك الجريمة".
يذكر أن مملوك قام بزيارة غير معلنة إلى القاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، التقى خلالها عدداً من المسؤولين الأمنيين المصريين، وتم وقتها الاتفاق على تنسيق المواقف سياسياً بين نظام الأسد والقاهرة.
ويعرف عن مملوك أنه من أكثر الضباط فتكاً بالمعارضين السوريين، وهو ما جعل الإدارة الأميركية تفرض عليه بسبب ذلك عقوبات وحملته مسؤولية الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، ومنها استخدام العنف ضد المدنيين، وهو ما عاقبه عليه الاتحاد الأوروبي أيضاً، إذ أدرج اسمه ضمن قائمه للعقوبات لدوره في قمع المظاهرات السورية.