ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن بوتين، قوله "إن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بشأن عزم واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى جاءت متأخرة إلى حد ما".
وأضاف "أنه في البداية أعلن الجانب الأميركي أنه يعتزم الانسحاب من المعاهدة. ومن ثم بدأ بالبحث عن الاتهامات، لأن عليهم القيام بذلك"، مؤكداً أن "موسكو تعارض إلغاء معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى".
وأشار إلى أن موسكو سترد بالشكل المناسب، في حال انسحبت الولايات المتحدة منها.
وتابع بوتين: "القرار تم اتخاذه منذ وقت، بشكل غير علني، وظنوا أننا لن نلاحظ ذلك، إلا أن ميزانية البنتاغون تشمل تطوير هذه الصواريخ، ولم يعلنوا قرار انسحابهم إلا بعد ذلك".
ورفضت موسكو الاتهامات الأميركية، بانتهاك معاهدة خفض الأسلحة النووية المتوسطة المدى، التي أبرمت خلال الحرب الباردة وتهدد واشنطن بالانسحاب منها.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم، "إنها اتهامات لا أساس لها يتم تكرارها".
وأضافت زاخاروفا: "لم يتم تقديم أي دليل يدعم هذا الموقف الأميركي".
ووصفت المعاهدة بأنها "حجر أساس للاستقرار العالمي والأمن الدولي".
وكان بومبيو أعلن خلال اجتماع مع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، أن الولايات المتحدة ستنسحب من المعاهدة خلال ستين يوماً إذا لم تفكك موسكو الصواريخ التي تقول واشنطن إنها تشكل انتهاكاً للمعاهدة.
وتبنى الحلف الأطلسي بعد ذلك بياناً، يتهم موسكو بانتهاك المعاهدة والتسبب بمخاطر كبيرة للأمن الأوروبي الأطلسي.
وقال البيان: "ندعو روسيا إلى العودة بلا تأخير إلى احترام كامل وقابل للتحقق (للمعاهدة). ويعود إلى روسيا حالياً أمر حماية" المعاهدة.
وتنتهي مهلة الستين يوماً يوم اجتماع وزراء الدفاع في الحلف في 14 و15 فبراير/ شباط 2019.
وكانت المعاهدة التي وقّعها في 1987 الرئيس الأميركي رونالد ريغن وآخر رئيس سوفييي ميخائيل غورباتشيف، سمحت بتسوية أزمة بشأن الصواريخ النووية السوفييتية التي يتراوح مداها بين 500 وخمسة آلاف كيلومتر.
وأعلن ترامب في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، أن الولايات المتحدة تنوي الانسحاب من المعاهدة. وحذّر بوتين على الفور بأن انسحاباً بهذا الشكل قد تكون له عواقب خطيرة.
وقال بوتين: "إذا تم حل كل الاتفاقات، فلن يبقى شيء غير السباق إلى التسلح".
(فرانس برس، رويترز)