تحوّل تجمع احتجاجي لفرقة "الدراويش الغناباديين" في منطقة باسداران، شرقي العاصمة طهران، الإثنين، إلى مشهد دموي، بعد أن دهس أحد المحتجين عناصر الشرطة بحافلة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم على الأقل وجرح آخرين، إضافة إلى إلحاق أضرار بعدة سيارات.
وأفادت السلطات الإيرانية بأن أعمار أفراد الشرطة الثلاثة الذين قتلوا دهسا دون العشرين، إثنان منهم انضما إلى صفوفها قبل ثلاثة أشهر فقط.
وفي وقت لاحق، نشرت مواقع إيرانية فيديو قالت إنه لعملية دهس ثانية طاولت عناصر من الشرطة وقوات الأمن، قام بها محتجون من فرقة "الدراويش الغناباديين" في طهران، بعيد ساعات من العملية الأولى.
وتظهر في الفيديو سيارة من طراز "برايد"، إيرانية، الصنع تمر بسرعة بالقرب من مجموعة من أفراد الشرطة وعناصر الأمن لتدهس بعضهم. ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن عملية الدهس الثانية أسفرت عن إصابة 3 عناصر من الشرطة.
كما نقلت مواقع ثانية، من قبيل قناة وكالة فارس على تطبيق "تليغرام"، عن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي، تأكيده ارتفاع عدد المعتقلين في صفوف المحتجين إلى 60 شخصا.
وكانت السلطات الإيرانية قد أفادت، في وقت سابق، باعتقال 15 شخصا من بينهم سائق الحافلة، التي استعملت في عملية الدهس الأولى. ونشرت المواقع الإيرانية صورة لشخص يدعى محمد ثلاث، أحد أتباع ذات الفرقة الدرويشية، قائلة إنه المسؤول عن تلك العملية، التي وصفتها بـ"العمل الإجرامي والإرهابي".
وأغلقت الشرطة جميع الطرقات المؤدية إلى مكان الاحتجاج القريب من منزل قطب وزعيم هذه الفرقة، نور علي تابنده، وهي أكبر الطرق الصوفية في إيران. وبحسب مصادر غير رسمية، فإن "الدراويش الغناباديين" احتجوا الإثنين على اعتقال أحد أفرادهم، وتحولت احتجاجاتهم إلى اشتباكات.
وبحسب مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية، وإضافة لاعتقال بعض المحتجين الموجودين في المنطقة، فقد وقعت إصابات بين صفوفهم، وهو ما لم تؤكده المصادر الرسمية بعد.
وفي مطلع شهر فبراير/شباط الجاري، تجمع نحو مئتي شخص من "الدراويش الغناباديين"، أمام منزل زعيمهم نور علي تابنده أيضًا، احتجاجًا على صدور قرار بسجنه، محاولين منع قوى الأمن من اعتقاله على خلفية إحراق عدد من المساجد والحسينيات خلال فترة الاحتجاجات التي خرجت في عدة مناطق إيرانية قبل فترة، ووجه بعضهم أصابع الاتهام لـ"الدراويش الغناباديين"، وهو ما لم تؤكده السلطات حتى الساعة.
وأصبح نور علي تابنده، الملقب بمجذوب عليشاه، قطبًا لـ"الدراويش الغناباديين" منذ عشرين عامًا تقريبًا بعد وفاة سلفه محبوب عليشاه، وتولى بعد الثورة الإيرانية عام 1979، مناصب عدة، منها رئيس مؤسسة الحج، ونائب وزير العدل، ومستشار في وزارة الثقافة.
ويسمى هؤلاء الدراويش بـ"الغناباديين"، نسبة لمقرهم الواقع في غناباد، جنوبي محافظة خراسان رضوي، الواقعة شمال شرقي إيران.