وأكدت البعثة السويدية أن استوكهولم والكويت، اللتين أعدتا مشروع القرار، طالبتا، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أن يتمّ التصويت "بأسرع ما يمكن"، لافتةً إلى أنه سيجري اليوم على الأرجح، وفي حين لم يعرف ما إذا كانت روسيا ستلجأ إلى حق "الفيتو" ضد مشروع القرار، أعرب دبلوماسيون عن أملهم في أن تكتفي موسكو بالامتناع عن التصويت.
بدوره، أعرب مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، عن أمله بأن "يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة"، لكنّه رأى أنّ "الأمر ليس سهلاً".
وقال دي ميستورا للصحافيين لدى وصوله إلى مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، وفق ما أوردت "رويترز"، "آمل أن يحدث. لكنّه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملحّ للغاية".
ورداً على سؤال عما سيحدث ما لم يتم التوصّل لاتفاق، أجاب "حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن، لأنّه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق النار ووصول (المساعدات) الإنسانية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد دعا سابقاً إلى "وقف فوري لأي عمل حربي في الغوطة الشرقية" شرق دمشق، مشيراً إلى أن الوضع هناك بات "جحيماً على الأرض".
ويدعو مشروع القرار إلى وقف لإطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ بعد 72 ساعة على إقراره، على أن يتم تسليم المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين بعدها بـ48 ساعة.
ويطالب النص برفع الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية واليرموك، وكذلك حصار بلدتي الفوعا وكفريا، ويأمر جميع الأطراف بـ"التوقف عن حرمان المدنيين من الأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة".
وأدّى القصف المكثف الذي يشنّه النظام السوري، منذ الأحد الماضي، إلى مقتل أكثر من 310 مدنيين، بينهم 72 طفلاً، في الغوطة الشرقية.
واليوم الخميس، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، بحسب ما أوردت "رويترز"، أنّ روسيا مستعدة لدراسة قرار للأمم المتحدة بشأن اتفاق هدنة لمدة 30 يوماً في سورية.
وعن مشروع قرار السويد والكويت أمام مجلس الأمن، قال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي إيفيكا داسيتش، في العاصمة الصربية بلغراد، إنّ "ثمة مخاوف من أنّ مشروع القرار يهدف لاتهام دمشق والدفاع عن المسلحين".
وأضاف لافروف، "اقترحنا تسوية بخروج مسلحي "النصرة" من الغوطة على غرار اتفاق حلب لكنهم رفضوا"، على حد قوله من دون أن يوضح من المقصود بكلامه.
وكانت روسيا قد دعت من جهتها أيضاً، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الغوطة الشرقية من أجل التطرّق إلى ما وصفه السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأنّه "وضع معقد"، معتبراً أنّ اجتماع مجلس الأمن الذي دعت إليه بلاده سيتيح لجميع الأطراف "عرض رؤيتهم و(كيفية) فهمهم للوضع واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن".
واستدعت تصريحات نيبينزيا ردّاً من نظيرته الأميركية نيكي هيلي التي قالت "ببساطة، إنّه من السخف القول إن تلك الهجمات ضد المدنيين لها علاقة بمكافحة الإرهاب".
وكانت موسكو قد حاولت النأي بنفسها عن عمليات القصف التي تتعرض لها المنطقة المحاصرة من قبل النظام منذ سنوات، إذ زعم الكرملين، الأربعاء، أنّ "اتهامات الغرب للقوات الجوية الروسية بالمسؤولية عن مقتل مدنيين في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة خارج العاصمة السورية دمشق، لا أساس لها".
(العربي الجديد)