تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرضاً قدّمه الملياردير اليهودي الأميركي، شيلدون أدلسون، لتمويل جزءٍ على الأقل من عملية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، بحسب ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر في البيت الأبيض.
وقالت المصادر إن أدلسون اقترح المساهمة في تمويل السفارة الجديدة التي تعتزم الإدارة الأميركية إقامتها في القدس المحتلة، ما يعتبر تغييراً جذرياً في السياسة الأميركية التي اعتادت تمويل مؤسساتها الدبلوماسية بنفسها، من دون الحصول على تبرعات من أشخاص. ولفتت المصادر أيضاً إلى أن محامين في وزارة الخارجية الأميركية يعكفون على دراسة قانونية الموافقة على تبرّع الأفراد لتمويل السفارة. وهذه المباحثات تجرى في وقت تتمّ فيه إزالة آخر العقبات البيروقراطية أمام نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وبحسب المصادر أيضاً، فإن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قام، أمس الخميس، بتوقيع خطة أمنية لعملية النقل هذه، وأن أحد السيناريوهات المطروحة يقضي بتلمّس الإدارة الأميركية تبرعات ليس من أدلسون فقط، بل من متبرعين آخرين ينتمون إلى الكنيسة الإنجيلية والمجتمع اليهودي الأميركي.
ويعتبر أدلسون من أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري وحملة ترامب الانتخابية، وكذلك أحد أكثر المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال أحد المسؤولين إن أدلسون، أحد أقطاب كازينوهات لاس فيغاس، والمدافع الشرس عن إسرائيل، عرض دفع الفرق بين التكاليف، التي يتوقّع أن تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، وما تستطيع الإدارة جمعه.
وبالإضافة إلى الابتعاد عن السياسة الأميركية التقليدية التي ستشكلها عملية قبول محتملة لعرض كهذا، فإنه في ما خص القدس تحديداً، سيضاف القبول بعرض أدلسون إلى الجدل الذي أثاره أصلاً قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية، نظراً إلى العلاقة الثابتة للملياردير اليهودي الأميركي بـالجناح اليميني الإسرائيلي. وليس من الواضح إذ ما حصلت حالات سابقة من هذا النوع، أو إذا ما كان المحامون الأميركيون الذين يتابعون الملف سيعطون الضوء الأخضر للقبول بتبرع أدلسون أو غيره لعملية النقل.
وذكرت الوكالة أن عرض أدلسون تزامن مع إعلان ترامب عزمه على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة العام الماضي.
ومنذ الإعلان هذا، عمدت الإدارة الأميركية إلى دراسة خيارات عدة، لتسريع العملية. كما أنها بحثت عن مواقع كثيرة محتملة. وأحد الاحتمالات هو إقامة السفارة في مكتبها الذي تُدير منه عمليات قنصلية، ما يسمح لها بأن تعلق على مدخله إشارة السفارة، وافتتاحه رسمياً، خلال الأشهر القريبة المقبلة. وقال مسؤولون إن عملية توسعة السفارة لاحقاً ستكلف أكثر من 500 مليون دولار، ولم يُعرف إذا ما كان أدلسون جاهزاً لدفعه في هذا الإطار.
وبحسب "أسوشيتد برس"، لن يكون قبول ترامب بعرض الملياردير، الذي يمول أيضاً صحيفة "إسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو، التي توزع مجاناً في الأراضي المحتلة، من دون مخاطر سياسية.
(أسوشيتد برس)