الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85 بالمائة من مساحة فلسطين التاريخية

29 مارس 2018
المركز الإحصائي: مخطط لعزل القدس (أحمد الغربال/فرانس برس)
+ الخط -

أكد "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية، والبالغة حوالي 27000 ك م2، مبيناً أنه لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة الأراضي.

وأظهر بيان إحصائي في الذكرى السنوية الثانية والأربعين ليوم الأرض، وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، أن "نسبة الفلسطينيين 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، ويسيطر الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 90% من مساحة غور الأردن، والذي يشكل ما نسبته 29% من إجمالي مساحة الضفة الغربية".

وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية، في نهاية عام 2016، في الضفة الغربية 425 موقعاً، حسب المركز، منها 150 مستعمرة و107 بؤر استعمارية، مبيناً أن عام 2017 شهد زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء حوالي 16800 وحدة سكنية جديدة، نحو ثلثها في مدينة القدس المحتلة.

كما صادق الاحتلال الإسرائيلي، في عام 2017، حسب المصدر نفسه، على إقامة 4 مستعمرات جديد، واحدة جنوب محافظة نابلس و3 مستعمرات في الأغوار، في محاولة لمضاعفة عدد المستوطنين في الأغوار ثلاث مرات، في الوقت الذي لا يسمح فيه الاحتلال للفلسطينيين بالبناء ويضع كافة العراقيل، الأمر الذي يشدد الخناق والتضييق على التوسع العمراني للفلسطينيين، خاصة في القدس والمناطق المسماة (ج) في الضفة الغربية، والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع، والذي عزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية. أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 636452 مستعمراً، نهاية عام 2016.

وأضاف بيان المركز أنه "يتضح من البيانات أن حوالي 47.5% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس، حيث بلغ عددهم حوالى 302188 مستعمراً، منهم 222325 مستعمراً في القدسJ1 (ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية عام 1967)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21.4 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني".



عزل القدس

كما أكد المركز الإحصائي أن الاحتلال الإسرائيلي باشر، في عام 2017، ببناء 1600 وحدة سكنية في مستعمرتي جيلو وهارحوماه، ضمن مخطط لفصل مدينة القدس عن مدينة بيت لحم، إضافة إلى تسريع العمل على إعداد مخططات لبناء مستعمرة جديدة على أراضي مطار قلنديا، لعزل القدس عن محيطها العربي من الجهة الشمالية الغربية، كما قام بضم 250 دونماً لتتبع بلدية القدس، والتي تقع ضمن ما يسمى بالمنطقة الحرام منذ عام 1967، من أجل إقامة مشاريع استعمارية جديدة، وتم نشر خطة لبناء 6 فنادق تتضمن 1300 غرفة فندقية على أراضي جبل المكبر جنوب القدس.

من جهة ثانية، هدم ودمر الاحتلال الإسرائيلي، خلال عام 2017، (433 مبنى) 46 % منها في مدينة القدس، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 170 مبنى سكنيا (منها 148 في القدس) و263 منشأة، مما أدى إلى تشريد 128 أسرة تتألف من حوالي 700 فرد نصفهم من الأطفال. كما أصدر الاحتلال الإسرائيلي، خلال عام 2017، أوامر بهدم 1030 مبنى في الضفة الغربية والقدس، في الوقت الذي تزداد فيه حاجة الأسر الفلسطينية للوحدات السكنية، حيث أفادت معطيات مسح ظروف السكن 2015، أن حوالي 61% من الأسر في فلسطين تحتاج إلى بناء وحدات سكنية جديدة خلال العقد القادم (وحدة سكنية واحدة أو أكثر).

في سياق منفصل، بلغ عدد الشهداء، منذ بداية انتفاضة الأقصى، 10463 شهيداً، خلال الفترة من 29 سبتمبر/أيلول 2000، وحتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2017، بينما كان عام 2014 أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2240 شهيداً، منهم 2181 استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة.

أما خلال عام 2017، فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 94 شهيداً، منهم 16 طفلا وامرأتان، وقام الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين 15 شهيدا، فيما بلغ عدد الجرحى خلال عام 2017 حوالي 8300 جريح، منهم 5400 جريح خلال شهر كانون الأول 2017. أما عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما هو في 20 من الشهر الجاري، فبلغ 7875 أسيراً (منهم 376 أسيراً من الأطفال و62 من الإناث)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت، خلال عام 2017، حوالي 6742 حالة، من بينهم 1467 طفلاً و156 امرأة.

في سياق آخر، صادق الاحتلال الإسرائيلي، خلال عام 2017، على مصادرة نحو 2100 دونم من أراضي الفلسطينيين، بالإضافة إلى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالفلسطينيين، من خلال توسيع الحواجز الإسرائيلية وإقامة نقاط مراقبة عسكرية لحماية المستعمرين. كما تم تجديد أوامر بالاستيلاء على 852 دونماً من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية.



تناقص الأراضي الزراعية في الضفة

إلى ذلك، تعتبر الإجراءات الإسرائيلية، حسب ما يشير المركز، أحد أهم أسباب تناقص الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، حيث تشكل المناطق المسماة (ج) حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية، والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ما أدى إلى حرمان الكثير من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها أو العناية بالمساحات المزروعة فيها، مما أدى إلى هلاك معظم الزراعات في هذه المناطق، أو تجريفها واقتلاع الأشجار منها، حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريف واقتلاع حوالي 10 آلاف شجرة خلال عام 2017، وتم تحويل آلاف الدونمات للمستعمرين لزراعتها، حيث بلغت المساحة المزروعة في المستعمرات الإسرائيلية، في عام 2017، حوالي 70200 دونم، غالبيتها من الزراعات المروية.

بينما أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1500م على طول الحدود الشرقية للقطاع.

وبهذا، يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، الذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بحوالي 5000 فرد/ك م2.