لا تزال قضية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، بـ"غاز الأعصاب"، بداية الشهر الحالي في بريطانيا؛ تتفاعل وسط إجراءات غير مسبوقة وتصعيد متبادل بين موسكو ولندن، إذ توعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أخيراً، روسيا بمزيد من الإجراءات، بينما رجحت الشرطة البريطانية أن يكون العميل المزدوج وابنته قد تعرضا للتسمم بمنزلهما.
وقال قائد وحدة محاربة الإرهاب في الشرطة البريطانية، دين هايدون "في هذه المرحلة من تحقيقنا، نعتقد أن سكريبال وابنته تعرضا لتأثير غاز الأعصاب عند باب منزلهما. وبالتالي نحن نركز جهودنا على المنزل والمنطقة المحيطة به".
وأوضحت الشرطة أنه تم العثور على آثار المادة السامة في أماكن عدّة، ولكن بكثافة أقل مما هي بمنزل سكريبال.
وقد اختتمت فرق التحقيق عملها في محل "مالتينغز" التجاري، الذي تم العثور على سكريبال وابنته بالقرب منه، وهما بحالة حرجة، وكذلك في المقبرة التي دفنت فيها زوجة وابن سيرغي سكريبال.
سياسياً، توعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي روسيا بمزيد من الإجراءات بعد قضية تسميم العميل.
كما أبلغت ماي وزراءها بعزمها على ردود إضافية على روسيا في المدى الطويل، مرحبة بالوقت نفسه، بقرار طرد 60 دبلوماسياً روسياً من الولايات المتحدة الأميركية رداً على حدث التسميم.
ووفقاً لبيان صدر عن الحكومة البريطانية، قالت ماي للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مكالمة هاتفية، أمس الأربعاء، إن الحكومة الأميركية اتخذت "رداً قوياً للغاية".
وأعربت ماي أيضاً عن ترحيبها باتساع دائرة الرد الدولي، مشيرة إلى أن 26 دولة أعلنت عن طرد دبلوماسيين روس.
وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن ماي وترامب اتفقا على "تفكيك شبكات التجسس الروسية" في بريطانيا والولايات المتحدة.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أمس، إنّ روسيا أساءت تقدير ردود الفعل الدولية على الهجوم بغاز الأعصاب على العميل المزدوج.
وفي كلمة أمام سفراء في لندن، قال جونسون إن 26 دولة حتى الآن تحركت لطرد دبلوماسيين روس بسبب ضلوع موسكو المشتبه به في الحادث.
وقال "إذا كانت (روسيا) تعتقد أننا أصبحنا ضعفاء معنوياً، ومعتمدين بشدة على النفط والغاز، وأننا سنظل نعزف عن المخاطر، ونخشى روسيا لدرجة أننا لا نتجرأ على الرد، فهذا هو ردهم".
في المقابل، قالت لجنة إنفاذ قانون روسية تجري تحقيقاً بشأن تسميم يوليا ابنة العميل الروسي المزدوج، إنها أرسلت طلباً لبريطانيا لتقديم مساعدة قانونية لموسكو.
وطلبت من لندن إمدادها "بنتائج فحص الموقع الذي عثر فيه على يوليا سكريبال غائبة عن الوعي، بالإضافة إلى نتائج الفحوص الطبية التي أجريت لها".
وكانت موسكو قد اتهمت، أمس الأربعاء، لندن بالوقوف وراء تسميم العميل الروسي المزدوج، وجدّدت توعّدها بالرد "قريباً" على طرد أكثر من 130 دبلوماسياً روسياً من عدة دول أخيراً، على خلفية الهجوم، مشيرة إلى أنّها تقيّم "عداء الغرب" قبل الرد.
حملة الطرد الجماعي، التي شاركت فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وبعض الدول الأخرى، الإثنين الماضي، جاءت بمثابة حملة تضامن مع بريطانيا التي تتهم موسكو بتسميم سكريبال، وهو اتهامٌ تنكره روسيا.
وأعلنت جورجيا اليوم أنها ستطرد دبلوماسيا روسيا تضامنا مع بريطانيا بشأن تسميم جاسوس روسي سابق بغاز الأعصاب.
وقالت وزارة الخارجية الجورجية حسب وكالة "الأسوشيتد برس" في بيان إن الدبلوماسي تم إعلانه شخصا غير مرغوب فيه، ويجب عليه المغادرة في غضون أسبوع.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت موسكو سترد على عمليات الطرد، قال المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين، اليوم، إنّ رد روسيا سيأتي "في الوقت المناسب، وسيتناسب مع مصالح روسيا".
وفي 4 مارس/آذار الجاري، اتهمت لندن موسكو بمحاولة قتل العميل المزدوج وضابط المخابرات الروسي المتقاعد سكريبال (66 عاماً)، وابنته يوليا (33 عاماً)، في منطقة سالزبري، جنوبي إنكلترا، باستخدام "غاز الأعصاب"، ما أشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين.
(العربي الجديد، وكالات)