وعادت المواجهات بين الهيئة والجبهة في ريف إدلب وريف حلب الغربي شمالي سورية، خاصة على الأوتوستراد الدولي قرب معرة النعمان ومدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، وذلك عقب فشل محاولات الصلح بينهما، والحديث عن مشاورات لتشكيل قوات فض نزاع يقودها مشايخ وفصائل في المنطقة.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات في ريف حلب الغربي أسفرت عن استعادة "جبهة تحرير سورية" قرية السعدية من يد "هيئة تحرير الشام"، بينما دخلت الأخيرة، بحسب وكالة "إباء" التابعة لها، إلى قرية عاجل غربي حلب ومناطق جمعية الفرسان وجمعية الرحال، بعد انسحاب "حركة نور الدين الزنكي"، المنضوية في "تحرير سورية"، منها.
وكانت مجموعة من فصائل المنطقة، مثل "فيلق الشام" و"جيش الأحرار"، اقترحت تشكيل قوة فض نزاع بين الطرفين، بمشاركة مشايخ ووجهاء محليين، وتلا ذلك إعلان القائد العام لـ"تحرير سورية"، حسن صوفان، مساء أمس، في تسجيل مصور، جاهزية الجبهة لـ"وقف شامل لإطلاق النار" مع "تحرير الشام"، و"إفساح المجال أمام جهود المصلحين".
وقال صوفان إن "بغي "تحرير الشام" تزامن مع ما تتعرض له الغوطة الشرقية من حملة عسكرية، وهو ما يلزم توجيه السلاح لقتال النظام باعتبار ذلك أمرًا واجبًا شرعًا وعقلًا" ورأى أن "جبهة تحرير سورية" تمكنت من "كسر حصار ريف حلب الغربي، وحققت إنجازات عديدة، واستردت الكثير من الحقوق، وبات الوقت مهيئا لوقف إطلاق النار وتوجيه السلاح ضد النظام".
وتدخل المواجهات بين الطرفين يومها السابع عشر، وقتل خلالها العشرات من الطرفين، كما اعتقل آخرون، وقد تمكنت "تحرير سورية" من السيطرة على مدن ونقاط استراتيجية في كل من إدلب وريف حلب.
وكانت "تحرير سورية" أعلنت، في وقت سابق، سيطرتها على قريتين جنوب مدينة إدلب، هما معرشورين وبابيلا بمنطقة معرة النعمان، واتجهت نحو قرية خان السبل.
النظام يهاجم مناطق المعارضة
وفي سياق متصل، أصيب عدد من المدنيين جراء قصف جوي روسي استهدف بلدة كفريدين في منطقة جسر الشغور غرب محافظة إدلب شمالي سورية، بينما هاجمت قوات النظام مناطق للمعارضة في ريف حلب الجنوبي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن القصف الجوي الروسي استهدف، أيضا، بلدة الغسانية، في حين ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدتي الكندة والناجية في ريف إدلب.
كما طاول القصف الجوي الروسي بالصواريخ الفراغية مزارع بلدة التمانعة جنوب المدينة، تزامنا مع قصف مدفعي لقوات النظام على البلدة والمزارع المحيطة بها من مقراتها في تل مرق.
وتشهد محافظة إدلب في الآونة الأخيرة تصعيدا عسكريا من جانب قوات النظام وروسيا، ما أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين، إضافة إلى خروج مشاف ونقاط طبية عن الخدمة، عدا عن نزوح الآلاف من منازلهم بسبب القصف.
من جهته، قال "جيش العزة" التابع لـ"الجيش الحر" إنه استهدف قوات النظام على حاجز زلين بريف حماة بصاروخ فاغوت، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الحاجز.
وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة لها شنت، في ساعات متأخرة من الليلة الماضية، هجوماً واسعاً على مناطق سيطرة المعارضة السورية في قرى ومار وتل الطويل بريف حلب الجنوبي.
وأعلن فصيل "فيلق الشام" عبر "تويتر" صدّ الهجوم، وتكبيد قوات النظام خسائر بالأرواح والعتاد، بعد اشتباكات استمرت لساعات.
وأوضح الفيلق أن "النظام يحاول التسلل خرقا للهدنة، خاصة بعد انتشار قوات روسية في منطقة أبو الظهور وقوات تركية في ريف حلب الجنوبي، محاولا استدراج مقاتلي "الحر" للرد عليه وخرق الاتفاق، بهدف ترويج ذلك إعلاميا للتغطية على جرائمه في مناطق أخرى".
وتسعى المليشيات الإيرانية في المنطقة للسيطرة على مناطق جديدة في ريف حلب الجنوبي، عبر هجمات متواصلة على محاور تل ممو وتل الطويل وزمار، دون إحرازها أي تقدم منذ دخول القوات التركية إلى المنطقة مؤخرا.
كما تقصف قوات النظام القرى والبلدات الخارجة عن سيطرتها في ريف حلب بشكل متكرر، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ودمار في ممتلكاتهم والمرافق العامة والمنشآت الخدمية.
من جهة أخرى، قتل أربعة مدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز لـ"الشرطة الحرة" عند المدخل الجنوبي لمدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.
وقالت مصادر محلية إن الانفجار كان بجانب مسجد سعد بن معاذ عند المدخل الجنوبي للمدينة، دون أن تتضح الجهة التي تقف خلفه.
قتلى بانفجار مفخخة في جرابلس
إلى ذلك، قتل تسعة مدنيّين، بينهم امرأة، وأصيب ستة آخرون بجروح، عصر اليوم الأربعاء، جراء انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز للشرطة في مدينة جرابلس شمال سورية، عند الحدود السورية التركية.
وتحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن انفجار سيارة مفخخة عند المدخل الشمالي لمدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى مقتل تسعة مدنيين على الأقل، بينهم امرأة، وإصابة ستة آخرين، بينهم طفلان، فضلا عن أضرار مادية جسيمة.
وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد" أن السيارة انفجرت بالقرب من حاجز تابع لـ"الشرطة وقوى الأمن الداخلي"، مشيرة إلى أن الضحايا كلهم من المدنيين، وتدخل الدفاع المدني لإطفاء الحريق الناجم عن الانفجار ونقل المصابين والضحايا إلى المركز الطبي.
وشهدت مدينة جرابلس، التي انتزعها "الجيش السوري الحر" من تنظيم "داعش" في أغسطس/ آب 2016 إثر عملية "درع الفرات"، قبل أسبوع عملية تفكيك سيارة مفخخة من قبل الشرطة تم اكتشافها قبل تفجيرها، فيما لم تتبين الجهة التي قامت بتفجير المفخخة اليوم.
ويأتي ذلك في ظل انخراط قوات "الجيش السوري الحر" في عملية "غصن الزيتون"، بالتعاون مع الجيش التركي، ضد مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في نواحي عفرين شمال حلب.