وفيما قال بيان مقتضب لمكتب رئيس الوزراء إنه "استقبل النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جيهانغيري في بغداد"، أكد وزير عراقي، لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة تستمر لثلاثة أيام، وتتضمن ملفات مهمة سيناقشها جيهانغيري مع رئيسي الوزراء والجمهورية، ورؤساء وزعماء كتل وأحزاب سياسية في التحالف الحاكم.
وأوضح الوزير العراقي البارز، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن زيارة نائب الرئيس الإيراني إلى بغداد "معد لها سلفا، وستتناول عدة ملفات، بعضها حساس لكلا الجانبين"، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ملف الوجود الأجنبي، والأميركي على وجه التحديد، في العراق بالتأكيد أكثر ما يزعج الإيرانيين، وسيتم تناوله خلال المباحثات، فضلا عن الأزمة مع إقليم كردستان، وملف مياه الأنهر بين العراق وإيران، وحقول النفط المشتركة في البصرة، ومشروع طريق بري تجاري طرحته إيران في وقت سابق يمتد من قصر شيرين الإيرانية الحدودية مع العراق، وصولا إلى الحدود العراقية السورية عبر الأنبار".
وبيّن المصدر ذاته أن "ملفات أخرى ستكون حاضرة، من بينها الاستثمار في العراق والفرص التي من الممكن أن تحصل الشركات الإيرانية عليها، خاصة في قطاعي الطاقة والبنى التحتية"، مؤكدا أن "جيهانغيري وصل على رأس وفد كبير ضم وزراء ومسؤولين وممثلي شركات صناعية مختلفة وإعلاميين".
ومن المقرر أن يزور جيهانغيري العتبات المقدسة في الكاظمية وكربلاء والنجف الأشرف خلال اليوم الثالث من زيارته إلى البلاد.
والأربعاء، نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، قوله إن "زيارات متعددة قام بها مسؤولون عراقيون قابلتها زيارات من الجانب الإيراني، تمثلت في زيارة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام للعراق ومستشار قائد الثورة الإسلامية، وعدد من الوزراء، والتي أدّت إلى تنمية العلاقات الثنائية في عدة جوانب، منها الاقتصادية".
وأضاف مسجدي أن "العراق تحول اليوم إلى ثاني بلد تُصدّر إليه المنتجات الإيرانية غير النفطية، والتي بلغت 6 مليارات دولار من أبريل/ نيسان حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017، فضلاً عن ارتفاع مستوى تصدير إيران للطاقة (الغاز والكهرباء) إلى هذا البلد".
وتابع السفير الإيراني: "بالتأكيد، فإنّ زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية تشكل منعطفاً في العلاقات بين البلدين، حيث يمكن توقع بلوغ ارتفاع نسبة التبادل الاقتصادي بين إيران والعراق، وفق الخطة الخمسية، إلى 20 مليار دولار في السنة، إضافة إلى تميز حدود البلدين بالأمان والاستقرار والصداقة، وتحول العلاقة بينهما إلى نموذجٍ يحتذى في العلاقات بين باقي الدول".