أثار توالي سقوط المدنيين خلال العمليات العسكرية للقوات الأفغانية، أو قصف القوات الأميركية، وآخرها في إقليم فراه غرب أفغانستان، غضب الأفغانيين، كما يتوقع أن يكون له تأثير سلبي على أجواء المصالحة.
وفي وقت يترقب الأفغان التطورات الأخيرة بشأن المصالحة، ومنها مؤتمر طشقند الدولي، الأسبوع الماضي، والاعتصامات التي بدأت قبل أيام في مدينة لشكركاه، عاصمة إقليم هلمند، وامتدت إلى مدن عدة أخرى، يثير مقتل المدنيين بقصف أميركي في إقليم فراه جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبينما أعلنت الحكومة الأفغانية أن القتلى والجرحى جراء القصف الأميركي في فراه هم من قيادات وعناصر "طالبان"، تشير مصادر محلية إلى أن الضحايا أساتذة وطلاب مدرسة دينية.
وذكرت الحكومة المحلية في إقليم فراه، قبل يومين، أن الطائرات الحربية التابعة للقوات الأميركية استهدفت مجمعا لمسلحي "طالبان" في مديرية بالابلوك، مما أدى إلى "مقتل عدد من القيادات الميدانية وعناصر "طالبان""، كما أشارت إلى أن "جميع القتلى والجرحى من عناصر "طالبان"، ولم يصب أي مدني بأذى في الهجوم".
في المقابل، تؤكد مصادر مستقلة أن "القتلى والجرحى من المواطنين، وهم علماء دين وطلاب مدرسة دينية".
وفي السياق، قال عضو الشورى الإقليمي في فراه، داد الله، لـ"العربي الجديد"، إن "الرواية الحكومية غير دقيقة، ولدينا تفاصيل كاملة حول ما حدث، وهو أن الهدف كان علماء الدين وطلاب مدرسة دينية مسماة باسم "دانش سراي" (أي مركز العلم)، مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم".
وأضاف داد الله أن "من بين القتلى علماء دين من إقليم نيمروز ذهبوا إلى إقليم فراه للمشاركة في حفل تخرج عقد في مدرسة "دانش سراي"، بينهم المولوي محمد قاسم المولوي محمد حامد، والمولوي شهباز".
كما أكد مصدر في وزارة الدفاع الأفغانية، رفض ذكر اسمه، في تصريحٍ لـ "العربي الجديد"، أن "ضحايا حادث فراه هم مدنيون وعلماء دين وطلاب مدارس دينية تجمعوا في المدرسة في حفل تخرج".
كذلك، لم تعلق الحكومة على قتل القوات الأفغانية، الأسبوع الماضي، 15 مدنيا خلال عملية ليلية في مديرية جبرهار بإقليم ننجرهار شرق أفغانستان، غير أن زعامات قبلية أكدت أن "جميع القتلى من أسرة واحدة، وكلهم مدنيون، ولا علاقة لهم بالجماعات المسلحة".