حذّر الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، إفرايم هليفي، من مخاطر اندلاع مواجهة قريبة بين إسرائيل وروسيا، في سورية.
وقال هليفي، الذي تولّى قيادة الموساد بين العامين 1997 و2002، إنّه "على الرغم من وجوب العمل على تجنّب مواجهة مع موسكو، إلا أنه في الوقت ذاته يتوجب علينا الاستعداد لها بشكل يضمن لإسرائيل الانتصار فيها، في حال تمت".
وضمن مقابلات حول تجاربهم في قيادة الموساد، مع قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، الليلة الماضية، شملت أيضاً تسفي زامير، شفطاي شفيط، داني ياتوم، أوضح هليفي أنّ "هناك احتمالاً كبيراً أن يفضي أي احتكاك بين القوات الإسرائيلية والروسية العاملة في سورية، إلى مواجهة يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة بين الجانبين".
وحذّر هليفي من مغبة "عدم قراءة التوجهات الروسية بشكل صحيح"، لافتاً إلى أنّ "روسيا التي قدمت إلى سورية لتبقى، لن تسمح بإلحاق هزيمة بحليفتها إيران على الأرض السورية".
وشدد على أنّ "الإيرانيين المعنيين ببروز دورهم الإقليمي، سيعملون على الاقتراب من الحدود مع إسرائيل، مما يمثل هزة كبيرة للتوازن الاستراتيجي بين طهران وتل أبيب، وهذا ما يجعل إسرائيل تعمل أقصى ما في وسعها من أجل عدم السماح لهم بذلك"، بحسب قوله.
وفي سياق منفصل، قال تسفي زامير، الذي قاد الموساد أثناء حرب 1973 مع مصر وسورية، إنّ المعلومات الاستخبارية التي نقلها أشرف مروان، مساعد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، والذي كان يعمل لصالح الموساد، بشأن موعد اندلاع الحرب "كانت دقيقة"، محملاً جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، المسؤولية عن عدم التعاطي بجدية مع هذه المعلومات، مما مكن مصر من توجيه ضربة مفاجئة لإسرائيل.
ووصف زامير، مروان، بأنّه "المصدر الاستخباري الأكثر ثقة الذي تمكّنت إسرائيل من تجنيده لصالحها".
وقال إنّ موشيه ديان، الذي كان وزيراً للحرب أثناء الحرب، تعاطى باستخفاف مع المعلومات التي جلبها الموساد، لأنّه كان يرى فيه كرئيس للموساد جزءاً من المعسكر الذي تمثّله رئيسة الحكومة غولدا مائير، التي كان يخطط لخلافتها في الحكم.
من ناحيته، أعاد داني ياتوم إلى الأذهان حقيقة أنّ فشل محاولة اغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" السابق في العاصمة الأردنية عمان، عام 1997 أفضت إلى وضع حد لرئاسته للجهاز.