وأضاف أن "سورية تواصل القيام بعمليات إجرامية وتشكل قاعدة لعمليات مختلفة بما في ذلك لإيران، وكلها تعرض أرض سورية وقواتها وقيادتها للخطر".
ويأتي هذا التصريح في محاولة إسرائيلية لإبعاد اتهامها بالضلوع في تلك الضربات، غير أنّ موقع "يديعوت أحرونوت"، نشر اليوم، أنّ "إسرائيل أُبلغت مسبقاً بالهجوم الثلاثي على أهداف النظام السوري، وأن الجيش الإسرائيلي اتخذ استعداداته تبعاً لذلك، ورفع نهاية الأسبوع مستوى التأهب لقواته في الحدود الشمالية"، وفقاً لما أقرت به صباح اليوم مصادر إسرائيلية وأميركية.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنّ مخاوف جيش الاحتلال من رد إيراني محتمل على أثر القصف الإسرائيلي لمطار تيفور قرب حمص الأسبوع الماضي، وأن يكون هذ الرد شديداً؛ قد زادت على أثر ارتفاع حدّة التوتر بعد الضربة المشتركة على سورية.
وفي السياق، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن بمقدور نظام الأسد وعرابيه الروس والإيرانيين تنفس الصعداء، فالهجمة التي شنتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كانت محدودة في أهدافها وأقل من أن تلحق ضرراً حقيقياً بالنظام.
وكانت صحيفة "هآرتس"، أشارت، أمس، إلى أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن الضربة الأميركية لن تكون ذات ثقل يُغير من صورة الوضع في سورية.
وتسعى إسرائيل إلى حث الولايات المتحدة على العودة للنشاط في سورية وعدم الانسحاب منها، وتركيز الجهود في مجال محاربة الوجود الإيراني العسكري هناك، فيما كشفت الصحف، أخيراً، عن توافق تام بين المستويين السياسي والعسكري لجهة اتخاذ لهجة أكثر تشدداً تجاه الوجود العسكري الإيراني على الأرض السورية واعتبار ذلك خطاً أحمر.
ووفقاً لهذه القراءة، اعتبر بن يشاي، أنّ الدول المتحالفة على الضربة في سورية هدفت إلى توجيه رسالة ردع للرئيس السوري بشار الأسد وإبلاغه أن استخدام السلاح الكيميائي سيكلفه ثمناً باهظاً، وأن المجتمع الدولي سيرد بقوة على انتهاكات إضافية لمعاهدة حظر إنتاج واستخدم الأسلحة الكيميائية، لكن يمكن من الآن التحديد أن ما تم فعلياً لن يحقق هذا الهدف، وأنه طالما بقي الأسد يتمتع برعاية روسية فلن يتورع عن إعادة استخدام الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه، وربما في المستقبل البعيد ضد إسرائيل أيضاً.
ومع أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرادوا إشهار بطاقة حمراء في وجه الأسد، غير أن أقصى ما قدموه هو رفع بطاقة صفراء باهتة.
وبحسب بن يشاي، فإن أي تهديد أو هجوم لا يشكل خطراً حقيقياً على بقاء النظام، فهو لا يردع بشار الأسد وأركان نظامه، معتبراً أنّ الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين بالغوا في إجراءات الحذر والحيطة التي اتخذوها عند تحديد حجم الضربة وأهدافها.
واعتبر بن يشاي أيضاً أنّ الضربة الثلاثية أقل بكثير من التوقعات الإسرائيلية، مضيفاً أنه حتى لو تم مؤقتاً القضاء على البنية التحتية لقدرات الأسد في مجال إنتاج الأسلحة الكيميائية، فإنّ هذه التقديرات والنتائج تظل أخباراً غير سارة، ليس فقط للسورييين وإنما أيضاً لإسرائيل، لأن من لا يتورع عن استخدام السلاح الكيميائي في ضرب مواطنه لن يتردد في استخدامه ضد تل أبيب إذا كان خائفاً على مصير نظامه.
ورأى أنّ الرد الغربي المتهاون على أكثر من 50 مرة استخدم فيها الأسد السلاح الكيميائي ضد مواطنيه "لا يزال بعيداً عن الخطوة الرادعة التي توقعتها تل أبيب وعواصم شرق أوسطية أخرى. ولم يبق أمام إسرائيل إلا الاعتماد على وسائلها الهجومية والدفاعية لضمان عدم تجاوز سورية للخط الأحمر الكيميائي في تعاملها معنا".