مخاوف من طمس النظام والروس معالم موقع مجزرة الكيميائي بدوما

عادل حمود

avata
عادل حمود
16 ابريل 2018
7317FFAA-F4F6-496C-ACBE-FD010A1F9E84
+ الخط -
من المتوقع أن تدخل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما، اليوم الاثنين، لمعاينة المكان الذي قُتل فيه عشرات المدنيين، إثر هجومٍ بغازات سامة، مساء السابع من إبريل/نيسان الحالي، وسط مخاوف من أن تكون معالم الواقعة قد طُمست، بعدما أعلن النظام السوري سيطرته بالكامل على الغوطة الشرقية، ودخلت الشرطة العسكرية الروسية إلى دوما، التي باتت خالية تماماً من أي تواجدٍ للمعارضة السورية.

وكانت البعثة الدولية قد وصلت أمس الأول السبت إلى دمشق، حيث كان من المقرر أن تباشر عملها في مدينة دوما، لكن حكومة النظام السوري قالت إن ترتيبات أمنية أجلت دخول البعثة.

وقد التقى نائب وزير الخارجية في حكومة النظام فيصل المقداد، بأعضاء اللجنة أمس، الأحد، في فندق "الشيراتون" بدمشق، قبل أن يصرح معاونه أيمن سوسان لوكالة "فرانس برس"، بأن "لجنة تقصي الحقائق التي وصلت السبت إلى دمشق ستباشر عملها في مدينة دوما وستدعمها الدولة السورية، لتقوم بعملها بشكل مهني وموضوعي وحيادي ومن دون أي ضغط"، مستبقاً نتائج تحقيق البعثة بالقول إن "ما سيصدر عنها سيكذب الادعاءات" حول هجوم دوما الكيميائي.

وفيما يُنتظر أن تدخل البعثة اليوم إلى دوما، ويتوقع أن تُنهي مهامها بعد غدٍ الأربعاء، بعد تقديمها تقريراً أولياً للأمم المتحدة، سادت مخاوفُ من أن تكون معالم واقعة الهجوم قد طُمست من قبل سلطات النظام السوري مع العسكريين الروس.

وقال وفد بريطانيا في المنظمة، نقلاً عن المدير العام للمنظمة، إن مفتشيها لم يسمح لهم بعد بدخول مواقع في دوما.

وقال الوفد البريطاني لدى المنظمة في بيان نشره على موقع "تويتر"، إن روسيا وسورية لم تسمحا للمفتشين بدخول دوما، مشدداً على أن "إمكانية الدخول دون قيود ضرورية... على روسيا وسورية التعاون".

وعبّر ممثل الولايات المتحدة بالبعثة الدولية كينيث وارد، اليوم الاثنين، عن خشيته من أن تكون القوات الروسية في سورية قد طمست موقع الهجوم بدوما، وهو ما سيعرقل عمل البعثة الدولية التي كان أحد أعضائها قد حذّر سابقاً من أن يتم المساس بموقع الهجوم.

بدوره، نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين ادعاءات مبعوث الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن روسيا ربما أفسدت موقع هجوم كيماوي مشتبه به في مدينة دوما السورية. وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) "أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع".

كذلك اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "لا أساس" لاتهام روسيا بعرقلة وصول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما، مؤكدا ان روسيا كانت منذ البداية "مع تحقيق محايد".

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن دخول بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية مرهون بحصولها على "موافقة الهيئة الأمنية للأمم المتحدة".

وكان رالف تراب، وهو عضوٌ ومستشار بعثة سابقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية، قد حذّر، أمس، من أن المساس بموقع الحادثة، أو محو الأدلة منه، يُعدُ "احتمالاً يجب أخذه بعين الاعتبار، وسيبحث المحققون عن أدلة تظهر ما إذا كان قد تمّ العبث بموقع الحادث".

ويشير هذا التصريح إلى وجود تخوف لدى بعض أعضاء اللجنة من أن يتم بالفعل محو أي أدلة قد تقود إلى نتائجَ ملموسة في عملها. ومن المتوقع أن تقوم البعثة باستقصاءٍ في موقع الهجوم، لمعرفة ما إذا كان قد تمّ العبث بالموقع، لمحو آثار الهجوم الذي قتل العشرات، ونفذت على أثره الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا، هجماتٍ صاروخية صباح الرابع عشر من هذا الشهر، ضد مواقع عسكرية للنظام، قالت إنها قوضت قدرة النظام على استخدام السلاح الكيميائي مجدداً.

ويصعب الوصول إلى مصادر مستقلة في مدينة دوما، لمعرفة ما إذا كان قد حصل أي تغييرٍ بموقع الهجوم الكيميائي، إذ غادرها جميع النشطاء الأسبوع الماضي، وباتت تحت سيطرة قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية.

دلالات

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.