تصعيد الساحل اليمني: سباق الشرعية والقوات المدعومة إماراتياً

23 ابريل 2018
استمرت غارات التحالف بصورة متقطعة (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -



بالتزامن مع التصعيد العسكري في الساحل الغربي لليمن، تراجعت حدة العمليات العسكرية للشرعية في مناطق محافظة صعدة الحدودية، في الأيام القليلة الماضية، جنباً إلى جنب مع انخفاض في أعداد الصواريخ التي تطلقها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، باتجاه السعودية، فيما بحثت قيادات الجيش الموالية الشرعيةَ زيادة وتيرة عملياتها في جبهات المحافظات الشمالية، بما من شأنه تشكيل ضغط إضافي على الحوثيين، وكنوع من التنافس على صدارة العمليات الميدانية مع القوات المدعومة إماراتياً.

في هذا السياق، أكدت مصادر يمنية قريبة من قوات الشرعية لـ"العربي الجديد"، أن "المواجهات في المناطق الحدودية لمحافظة صعدة تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، واقتصرت في الغالب على أعمال القصف والقنص المتبادل بين قوات الشرعية والقوات السعودية من جهة وبين الحوثيين من جهة أخرى"، معيدة ذلك إلى "خطة الجيش اليمني بتأمين المواقع التي تقدّم إليها عبر أكثر من جبهة حدودية قبل التقدم في أي مواقع جديدة، وفي ظل وعورة المناطق وكثافة الألغام التي يزرعها الحوثيون في المنطقة".

وعلى الرغم من ذلك، كان لافتاً تزامن هذا التراجع النسبي مع انخفاض واضح في أعداد الصواريخ البالستية الحوثية تجاه السعودية، فبعد أن أعلنت الجماعة أنها دشنت مرحلة إطلاق صواريخ يومية تجاه السعودية وأطلقت ما يزيد عن 20 صاروخاً بين 23 مارس/ آذار ومنتصف إبريل/ نيسان الحالي، انخفضت الوتيرة أخيراً رغم استمرار مواجهات الحدود والقصف المتبادل بالمدفعية بين القوات السعودية والحوثيين، إضافة إلى الغارات الجوية.

وتوجّه تركيز الحوثيين في الأيام الماضية إلى الساحل الغربي، حيث المعركة المحورية التي حشد لها التحالف بقيادة العميد طارق صالح والهادفة إلى تأمين المناطق الغربية لتعز، وصولاً إلى مدينة الحديدة. وزار رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، الحديدة أخيراً، وفيها عقد الكثير من الاجتماعات وقام بسلسلة من الزيارات الميدانية، التي هدفها بالمجمل، حشد أكبر قدر من ممكن من المقاتلين في وجه أي عملية عسكرية بالقرب من الحديدة، وكذلك رفع معنويات مقاتلي الجماعة، وأغلبهم من المجندين حديثاً.



بالترافق مع ذلك، وصل الفريق علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، القائد الفعلي لأغلب قوات الشرعية في المناطق الشمالية، إلى محافظة مأرب، منذ يومين. وأفادت مصادر قريبة من الجيش اليمني لـ"العربي الجديد"، بأن "الزيارة كانت بهدف بحث تصعيد وتيرة العمليات العسكرية في الأيام والأسابيع المقبلة، على محاور البيضاء والجوف وأطراف مأرب الغربية (صرواح)، لتشكيل ضغط غير مسبوق على الحوثيين الذين يقاتلون على أكثر من الجبهة من الساحل الغربي إلى الحدود وصولاً إلى مأرب والبيضاء، في ظل حالة من المنافسة بين القوات المدعومة من الأحمر في مأرب ومحيطها وبين المدعومة إماراتياً في الساحل الغربي، مع حالة من التراشق الإعلامي بين مناصرين للطرفين".

وكانت قوات الشرعية حققت أخيراً تقدماً مهماً في محافظة البيضاء وسط البلاد، وتحديداً في جبهة قانية. وهي محافظة تحتل أهمية عسكرية استثنائية، لموقعها الجغرافي الذي يربط ثماني محافظات من الشمال إلى الجنوب، وأبرز المناطق المحيطة بها، كمحافظة ذمار، التي من شأن تقدم الشرعية في البيضاء أن يشكّل تهديداً للحوثيين في ذمار، علماً أن الأخيرة تمثل البوابة الجنوبية إلى العاصمة صنعاء.

مع العلم أنه على الرغم من التحركات العسكرية في غرب وشمال ووسط البلاد، إلا أن التقدم الذي حققته الشرعية والقوات المدعومة إماراتياً، يبقى محدوداً بالنظر إلى عدم وصوله إلى مناطق جديدة في محافظة الحديدة، ولا يزال التقدم الأهم، والمهدد في الوقت ذاته، محصوراً في منطقة ميدي بمحافظة حجة، غرباً وبمحافظة البيضاء وسط البلاد.