كشفت مصادر خاصة في تونس لـ"العربي الجديد" عن "وجود مساعٍ للتوسط من أجل إطلاق لقاءات ومفاوضات تجمع بين بعض ما يسمى قوى فبراير، أي الأطراف التي أطاحت بنظام معمّر القذافي، وقوى سبتمبر أي بقايا نظام القذافي". وأضافت المصادر أن "بعض القوى الليبية طلبت من بعض الدوائر التونسية التي تحافظ على علاقات جيدة بالطرفين التدخل والتوسط لإقناع الجانبين بضرورة الشروع في هذه المفاوضات، لأنها تمثل في الحقيقة جانباً حاسماً في المصالحة الليبية الشاملة التي لا يمكن الانطلاق في مرحلة ليبية جديدة من دونها".
وتعوّل هذه الجهات الليبية على العلاقات الجيدة لتونس ببقايا نظام القذافي، وتحديداً سيف الإسلام، معتبرة أن "سماح تونس لنجل القذافي بإعلان ترشحه للرئاسة وإطلاق حملته الانتخابية من أراضيها يعتبر مؤشراً مهماً على طبيعة العلاقات معه، وربما يسهم في تسريع هذه اللقاءات التي أصبحت ضرورية ومستعجلة بعد أن أصبحت الانتخابات الليبية قريبة جداً وفق نظرهم".
وتعوّل الجهات الليبية المذكورة على أهمية هذه الوساطة التونسية في التقريب بين الطرفين، مؤكدة أن "لتونس أهمية قصوى في تغيير المشهد الليبي ونزع فتيل الخلافات الذي دام أكثر مما ينبغي من دون أن ينهي النزاع لصالح جهة على حساب أخرى، وأنه حان الوقت للدخول في مفاوضات شاملة بين كل الفرقاء مهما كانت خلافاتهم السابقة".