ويواجه الغزيون، اليوم، قوات الاحتلال بأساليب مبتكرة، إذ أطلق كثيرون على الجمعة الثانية من "مسيرات العودة" اسم "جمعة الكاوتشوك"، وجمع متظاهرون، في سياق التحضير لها، كميات كبيرة من إطارات السيارات لحرقها على الحدود لمنع الاحتلال الإسرائيلي من استهدافهم.
ويبدو أنّ الفلسطينيين مستمرون في حراكهم، رغم عاصفة الضغوط المستمرة على قيادات غزة من أطراف محلية ودولية، لوقف ما تصفه بـ"تدهور الأوضاع" بغرض منع الفعاليات الحدودية بمناسبة ذكرى يوم الأرض.
"ويوم الأرض" تسمية تُطلق على أحداث جرت في 30 مارس/ آذار 1976، استشهد فيها 6 فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، خلال احتجاجات على مصادرة سلطات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي.
وفي سياق الضغوط الممارسة على غزة، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الخميس، أن رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك)، نداف أرغمان، طلب من رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية، عباس كامل، نقل رسالة تهديد لحركة "حماس"، تحذرها من مواصلة تصعيد الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون ضمن فعاليات "مسيرات العودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن أرغمان أبلغ كامل بأن إسرائيل "لن تحتمل مواصلة الاحتجاجات على الحدود".
وعشية التظاهرات، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان: "إذا كانت هناك استفزازات، سيكون هناك رد فعل من أقسى نوع، كما حدث الأسبوع الماضي". وأضاف للإذاعة الإسرائيلية العامة: "لا نعتزم تغيير قواعد الاشتباك". وقال ليبرمان: "نحن لا نواجه تظاهرة، بل عملية إرهابية. عملياً كل الذين يشاركون فيها يتلقون راتباً من حماس أو (حركة) الجهاد الإسلامي"، بحسب مزاعمه.
وفيما غضّت واشنطن الطرف عن العنف الذي يمارسه جيش الاحتلال، منذ الجمعة الماضي، في حق متظاهري مسيرات العودة، دعت وزارة الخارجية، الخميس، الفلسطينيين في قطاع غزة إلى "الامتناع عن كافة أشكال العنف"، والبقاء خارج المنطقة العازلة.
وأفاد البيان بأن "الولايات المتحدة تحث بشدة قادة الاحتجاج على الإبلاغ بصوت عال وواضح بأن على المتظاهرين أن يسيروا بشكل سلمي ويمتنعوا عن كافة أشكال العنف، ويبقوا خارج المنطقة العازلة البالغة 500 متر".
ودعت الخارجية المتظاهرين إلى "عدم الاقتراب من السياج الحدودي بأي طريقة أو في أي مكان".
وأضاف البيان "ندين القادة والمتظاهرين الذين يدعون إلى العنف أو يرسلون المتظاهرين، بما في ذلك الأطفال، إلى السياج، مع علمهم بأنهم قد يتعرضون للإصابة أو القتل"، وفق البيان.
في المقابل، حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مساء الخميس، حكومة الاحتلال على "توخي الحذر الشديد من استخدام القوة" لتجنب وقوع إصابات.
— صور من فلسطين (@PalestinianPic) 6 avril 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال غوتيريس، في بيان، إنه "في ضوء الأحداث المأساوية لمسيرة العودة الكبرى، التي وقعت الجمعة الماضية، أحث إسرائيل بشكل خاص على توخي الحذر الشديد من استخدام القوة من أجل تجنب وقوع إصابات".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد طالب، في بيان السبت الماضي، بـ"إجراء تحقيق مستقل وشفاف في عمليات القتل التي شهدتها غزة" الجمعة الماضية، غير أن طلبه رفض إسرائيليا، وفي مجلس الأمن، إذ عطلت الولايات المتحدة صدور حتى بيان مشترك لإدانة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطينيين والدعوة للتحقيق.
— رحيل 🇵🇸🇩🇿 (@amalmi4) 2 avril 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ومنذ الجمعة الماضية، ارتقى 22 شهيدا فلسطينيا، آخرهم ثائر محمد رابعة (30 عاماً)، الذي توفي متأثراً بجراحه من رصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لبلدة جباليا، شمالي القطاع الجمعة الأخيرة، وفق ما أعلن أشرف القدرة، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة، صباح اليوم.
— Ahmed Hijazi #Gaza (@ahmedhijazi96) 3 avril 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
إلى ذلك، يتوقّع أنّ يكون زخم احتجاجات اليوم أكبر من الجمعة الأولى، إذ إنّ المتظاهرين باتوا يعتقدون أنّ مفاعيل "جمعة الغضب" الأولى، محلياً ودولياً، أتت بعض ثمارها، وهم ينتظرون القيام بالجهود كافة من أجل لفت الأنظار إلى معاناتهم المستمرة بفعل الاحتلال والحصار، إضافة إلى المعاناة اليومية المترتبة على الانقسام الفلسطيني السياسي.