وأكد مصدر أمني في الأنبار لـ"العربي الجديد"، مقتل وإصابة تسعة عناصر، من قوات الأمن العراقية، خلال تصديها لأربعة انتحاريين حاولوا اقتحام أحد أحياء مدينة حديثة.
وأشار المصدر، إلى أنّ الانتحاريين الأربعة تسللوا إلى الحي العسكري في مدينة حديثة، مؤكداً أنّ القوات العراقية أطلقت النار عليهم، وقتلت ثلاثة منهم.
ولفت إلى أنّ الانتحاري الرابع، تمكّن من تفجير نفسه، وسط تجمع أمني، ما أدى إلى مقتل عنصرَي أمنٍ وإصابة سبعة آخرين بجروح، موضحاً أنّ قوة من الجيش والشرطة، أغلقت المنطقة خشية تعرّضها لهجمات جديدة.
وفرضت القوات العراقية، إجراءات أمنية مشددة، في جميع أحياء ومداخل ومخارج مدينة حديثة، بحسب المصدر، مؤكداً تقييد حركة الشاحنات والدراجات النارية.
وتشهد محافظة الأنبار، تدهوراً أمنياً ملحوظاً، في الأونة الأخيرة، نتيجة هجمات مباغتة يشنّها تنظيم "داعش"، بين الحين والآخر.
إلى ذلك، قال القيادي في "الحشد العشائري" سعد الجغيفي لـ"العربي الجديد"، إنّ الخرق الأمني في مدينة حديثة، اليوم الإثنين، "يعود لإهمال التحذيرات المتكررة بشأن استمرار خطر تنظيم داعش في مناطق غرب الأنبار"، مؤكداً أنّ "عناصر داعش ما زالوا قادرين على شنّ هجمات خاطفة".
وشدّد على "ضرورة الاهتمام بتأمين جميع المناطق المحيطة بحديثة، ولا سيما المناطق الصحراوية"، داعياً إلى "الاستعانة بالجهود العشائرية التي ساهمت سابقاً في منع سقوط المدينة بيد تنظيم داعش الذي حاول اقتحامها أكثر من مرة لكنه فشل"، مبيّناً أنّ "الإجراءات الأمنية التي غالباً ما تعقب التفجيرات غير كافية، لأنّ المطلوب هو منع هذه الخروقات قبل حدوثها".
والهجوم في حديثة، اليوم الإثنين، هو الثاني الذي تتعرّض له مدن غرب الأنبار، خلال أقل من 72 ساعة.
وتعرّضت مدينة هيت غربي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، ليل السبت، لهجوم انتحاري استهدف تجمّعاً انتخابياً لحزب "الحل"، أسفر عن سقوط 5 قتلى و16 جريحاً؛ بينهم المرشحة للانتخابات زينب الهيتي، ومدير بلدية هيت هاشم محمد.
وقال "مركز الإعلام الأمني" العراقي، إنّ قوة من الفرقة السابعة بالجيش العراقي، تمكّنت من قتل ثلاثة إرهابيين انتحاريين خلال الهجوم على التجمّع الانتخابي.
وتأتي هذه الهجمات، متزامنة مع مخاوف مسؤولين محليين بالأنبار، من تصاعد الهجمات مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية، في 12 مايو/أيار المقبل.
وحذر عضو مجلس محافظة الأنبار عيد عماش، في وقت سابق، من احتمال قيام تنظيم "داعش"، بشنّ هجمات إرهابية مع قرب موعد الانتخابات، موضحاً أنّ "التنظيم ما يزال يسعى لإعادة نشاطه في المحافظة".
وأشار إلى أنّ الأسابيع الماضية، شهدت محاولات من قبل تنظيم "داعش"، للعبور من سورية باتجاه الأراضي العراقية، مؤكداً، في تصريح صحافي، أنّ هذه المحاولات "أُحبطت".
ولفت إلى "تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية كلما اقترب موعد الانتخابات"، موضحاً أنّ "داعش يريد زعزعة ثقة المواطنين بالأمن، بهدف إفشال العملية الانتخابية".
مقتل قيادي بارز لـ "داعش"
على صعيد آخر، كشفت مصادر عسكرية، في محافظة كركوك شمالي العراق لـ"العربي الجديد"، عن مقتل قيادي أجنبي بارز في تنظيم "داعش"، خلال عملية نفذتها وحدة عمليات عراقية خاصة، بدعم جوي أميركي، بجنوب وادي حمرين، في ساعة مبكرة من فجر اليوم الإثنين.
وقال مسؤول عسكري عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات العراقية "نفّذت عملية مباغتة استهدفت مبنى طينياً في أطراف قرية سبيل جنوبي وادي حمرين، في ساعة مبكرة من فجر اليوم".
وتمكّنت القوات العراقية، خلال العملية، من قتل قيادي بارز بتنظيم "داعش"، مع ثلاثة من مرافقيه، بحسب المسؤول العسكري، مشيراً إلى أنّ القيادي من جنسية أجنبية غير عربية، لم يحدّدها.
وحول تفاصيل هوية القيادي، أوضح المسؤول العراقي، أنّه "سيتم الإعلان عنها في وقت قريب"، مؤكداً أنّ "مقاتلات أميركية وفّرت دعماً جوياً في العملية، لكن لم تتدخل لعدم الحاجة لذلك".
وذكر المسؤول العراقي، أنّ اشتباكات عنيفة وقعت، عقب رفض القيادي الاستسلام، وفتحه النار مع مرافقيه على القوات العراقية، "إذ جرى التعامل معهم وفقاً لقواعد الاشتباك القريب"، وفق قوله.
وكشف أنّ "مراقبة اتصالات هاتفية لأحد المشتبه بهم، أوصلت القوات العراقية إلى مقر تواجد هذه الشخصية الخطيرة".
وفي السياق، نقلت قناة تلفزيونية محلية مقرّبة من الحكومة، تسريبات عن مسؤول أمني عراقي، قوله إنّ القيادي يدعى أبو الوليد الشيشاني، وجرى قتله بعملية خاصة، فضلاً عن مصادرة سجلات وأجهزة ذكية وجدت بحوزته تحوي على معلومات هامة.
وأضاف، وفق ما ذكرت القناة، أنّ "القيادي القتيل، مسؤول عن تنفيذ ووضع الخطط لشن العمليات الإرهابية في كركوك"، واصفاً العملية بأنّها "رصاصة الرحمة على الخلايا الإرهابية النائمة في المحافظة، والتي تنتظر التوجيهات والتمويل منه".
إلى ذلك، أكد عبد الله الجبوري عضو مجلس مدينة الحويجة جنوب غرب كركوك (الحكومة المحلية)، لـ"العربي الجديد"، تنفيذ القوات العراقية عملية خاصة، فجر اليوم، استهدفت من وصفها بـ"شخصية خطيرة" في تنظيم "داعش".
وقال إنّ "المعلومات لدينا غير واضحة حتى الآن، لكن الأمر الدقيق أنّ هناك شخصية خطيرة بتنظيم داعش جرى استهدافها، وقد تكون حلقة وصل مع زعيم داعش أبو بكر البغدادي".
وتفيد آخر التقارير الاستخبارية الصادرة عن المؤسسة العسكرية العراقية، بأنّ ثلثي قيادات تنظيم "داعش"، أو ممن يطلق عليهم "الرعيل الأول"، قد قُتلوا، خلال السنوات الثلاث الماضية، في ضربات جوية للتحالف الدولي، ومعارك برية مع القوات العراقية.
وأدى ذلك إلى أزمة داخلية كبيرة لدى "داعش"، تتمثل بضعف قادته الجدد وقلة خبرتهم، بشكل فاقم من مأزق التنظيم في العراق.