لم تتوقف جنازات الشهداء في شوارع قطاع غزة، بعد يومٍ دامٍ استشهد فيه 60 فلسطينياً وأصيب 2771 آخرون بجراح مختلفة، ولا تزال الأعداد مرشحة للزيادة في ظل المعطيات عن عشرات المصابين بجراح خطرة في المستشفيات.
ويتواصل تشييع الشهداء، منذ أمس الإثنين، وسط حالة من الحزن والحداد التي ضربت القطاع المُحاصر، إذ بدت الشوارع خاوية، سوى من بعض السيارات والمارة، وامتزج الحزن بحالة من الغضب والحداد والإضراب التجاري والمؤسساتي.
وشاركت كل محافظات قطاع غزة بتشييع جثامين شهدائها الذين ارتقوا خلال هَبّة العبور التي تزامنت مع ذكرى النكبة السبعين لتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم عام 1948، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي جاءت كذلك متممة لمسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من شهر مارس/ آذار الماضي.
وعمّ الإضراب العام والشامل، اليوم الثلاثاء، إذ أغلقت أبواب المؤسسات التجارية والمحال والشركات، إلى جانب إغلاق الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية، علاوة على الإغلاق الذي طاول البنوك والمصارف، حداداً على أرواح شهداء مليونية العودة والنكبة.
ولا تزال مستشفيات قطاع غزة تكتظ بمئات الجرحى، على الرغم من تعامل النقاط الطبية الميدانية مع عدد كبير من الإصابات المتوسطة والطفيفة، وإصابات بحالات اختناق، بينما ضجت الخيام التي أقيمت في باحات بعض مستشفيات القطاع بعشرات الإصابات المتنوعة، وسط مناشدات لوزارة الصحة بضرورة توفير الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية، نتيجة نفاد كميات كبيرة وأساسية منها بسبب الأعداد الهائلة للضحايا.
واستشهد نحو 60 فلسطينياً، أمس الاثنين، وأصيب نحو 2771 آخرين بجراح مختلفة بالرصاص والقنابل السامة والمسيلة للدموع التي أطلقها عليهم جنود الاحتلال خلال مشاركتهم في مليونية العودة، التي تزامنت مع ذكرى النكبة الفلسطينية، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
ويطالب المشاركون في المسيرات السلمية التي عَمّت الحدود الشرقية منذ ثمانية أسابيع، بالعودة إلى أراضيهم ومدنهم وقراهم التي هُجر منها أجدادهم عنوة، وفق القرار 194 الذي كفلته القوانين الدولية، لكنهم قوبلوا باستخدام القوة المفرطة والمميتة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى ارتقاء نحو 110 شهداء منذ بداية الأحداث.