كشف المتحدث باسم تيار "الحكمة"، نوفل أبو رغيف، أن عمار الحكيم (رئيس التيار) توجه إلى مدينة النجف للقاء زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لوضع الخطوط العامة لتشكيل المعادلة السياسية للحكومة العراقية الجديدة.
وقال أبو رغيف لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تواصلا مكثفا بين الطرفين واليوم بعد الساعة الثامنة مساءً ستوضع الخطوط العامة لتشكيل المعادلة السياسية في المشهد القادم"، مبيناً أنه سيتم بحث "التحالفات السياسية المقبلة والتي ستتشكل من خلالها آلية أو الوجه السياسي القادم... ولم يتفق الجانبان على خطوط اللقاء بأكثر من هذا الأمر".
وأضاف أن "تيار الحكمة لديه خارطة سياسية تُلبي ما طرحته من مشروع "الغالبية الوطنية" بطريقة مريحة ومرضية"، مشيراً إلى أن "الصدر والحكيم كانا قد أطلقا رسائل خلال الأيام الماضية تفيد بأن أحدهما لن يمضي من دون الآخر".
وأوضح أبو رغيف: "نعتقد أننا نتعامل على أن يكون مشروع اللقاء وما سيتمخض عنه خارج التوقعات المطروحة، ونواة لانطلاق سياسي جديد يكون، ضمن خطط عمامتي الصدر والحكيم سترسم هذه الفضاءات".
ويسعى تحالف "سائرون" الحاصل على الصدارة بنتائج الانتخابات العراقية التي أجريت في الثاني عشر من مايو/ أيار الحالي، والذي ضمّ أوساط القوى المدنية في العراق إلى رسم ملامح حكومة جديدة وصفها زعيمه مقتدى الصدر بـ"التكنوقراط".
أما "الحكمة"، وهو التيار الجديد الذي يعترض حالياً على نتائج الاقتراع العام في الانتخابات البرلمانية، فقد انسلخ أخيراً عن "المجلس الأعلى الإسلامي" المحسوب على خط المرشد الإيراني علي خامنئي، يحاول إيجاد فضاء جديد يعبر عن خططه السياسية من خلال مشروع أعده خلال مرحلة الدعاية الانتخابية تحت مسمى "مشروع الغالبية الوطنية".
من جانبه، أشار المحلل السياسي، واثق الهاشمي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "الأحزاب العراقية والتحالفات تعقد عشرات الاجتماعات بين قادتها السياسية خلال اليوم الواحد، وهذا الحال منذ أن انتهت الانتخابات يوم السبت الماضي، لمناقشة محور واحد، وهو تشكيل أكبر كتلة من حيث عدد المقاعد ومن يقدم تنازلات أكثر... وأبرز هذه الجهات التي تسعى جاهدة إلى ضمان موقفها قبل الآخرين هي تحالف (سائرون) و(الفتح) (الممثل السياسي للحشد الشعبي) و(ائتلاف دولة القانون) الذي يتزعمه نوري المالكي".
ويُفسر الهاشمي، أن زيارة الحكيم للصدر، "من أجل إقناع الصدر بالعودة إلى (التحالف الوطني) بحسب الرغبة الإيرانية، كذلك لمعرفة عروض (سائرون) لـ"الحكمة)" قبل أن يضيف "هذه الخيارات ستكون حاضرة خلال الاجتماع... الحكيم لا يريد أن يتقاطع مع إيران، ويريد أيضاً أن يكون هناك تواصل بين الجانب الإيراني و(سائرون) وهو ربما يعمل بصفة القناة المشتركة بينهما".