بدأت مراكب تحالف أسطول الحرية، الذي تشارك اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة في تنظيمه هذا العام، بالانطلاق من الموانئ الاسكندنافية، بعناوين واضحة تتوافق مع الحراك الشعبي الفلسطيني الحالي.
وتحت عنوان "من أجل مستقبل عادل لفلسطين"، ودّع المئات في ميناءي بيرغن النرويجي وغوتيبورغ السويدي سفن ومراكب "العودة والحرية لفلسطين" وسفينة "مايريد"، المسماة على اسم الحائز على جائزة نوبل للسلام مايريد ماغوير، الذي أبحر سابقاً في بعثات لكسر الحصار عن غزة.
ووفقاً لرئيس اللجنة الدولية لكسر حصار غزة، العضو المؤسس في أسطول الحرية، زاهر بيراوي، فإن "هذه المحاولة الجديدة لكسر الحصار عن غزة، تؤكد إصرار المتضامنين الدوليين على تحقيق هدفهم وفضح السياسات الإسرائيلية والانتهاكات المتكررة لحقوق الفلسطينيين".
ويعتبر بيراوي أنه لأجل تحقيق هذه الأهداف، ستترافق محاولة كسر الحصار مع حملة إعلامية وسياسية لـ"الضغط على فارضي الحصار"، ولـ"مطالبة الدول الأوروبية بلعب دورها في تمكين الفلسطينيين في غزة من التحرك بحرية من وإلى بلدهم، أسوة بشعوب العالم الأخرى".
ويعتبر رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "المشاركة الدولية، والمرور عبر الموانئ الأوروبية، وبفعاليات تقام لدعم القضية الفلسطينية، من الأمور البالغة الأهمية في عمل اللجنة، لتحقيق المزيد من الحضور لقضية الحصار والشعب الفلسطيني، ولممارسة ضغوط لرفعه وتمكين هذا الشعب من العيش بحرية والانعتاق من الاحتلال".
ويذكر المنظمون في تحالف أسطول الحرية أن تسمية حملة 2018 بـ"العودة" هي "تحدٍ للحصار وتعبر عن مطالبتنا حكوماتنا بوقف التواطؤ مع إسرائيل في انتهاكاتها لحقوق الإنسان"، إلى جانب أن اختيار تسمية العودة هو لإحياء الذكرى الـ70 للنكبة، والتأكيد على أهمية المطالب منذ أمد بعيد الداعية "لتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في العودة إلى الأراضي التي طرد منها عام 1948".
وتذكر لجنة "أسطول الحرية" بوجود "أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، معظمهم من اللاجئين من داخل مناطق فلسطين، وبالوضع غير الإنساني الذي يعيشونه مع تشكيلهم كثافة سكانية مفرطة في شريط القطاع ومنعهم من ممارسة حريتهم في الحركة".
وتصل قوافل أسطول الحرية اليوم الأحد وغداً الإثنين إلى ميناء كوبنهاغن، وسط فعاليات تضامنية فنية وثقافية ومؤتمرات صحافية، وبمشاركة لجان دعم حقوق الشعب الفلسطيني، على أن تباشر في 21 مايو/أيار الحالي الانطلاق نحو غزة، على أن تمرّ بموانئ أوروبية لإحياء فعاليات تضامنية تلقي الضوء على أوضاع محاصري غزة والقضية الفلسطينية. ويشارك في قافلة أسطول الحرية هذا العام عدد من النشطاء والشخصيات الأكاديمية والصحافية من دول غربية عديدة.
يذكر أنها المرة الحادية عشرة التي تنطلق فيها قوافل كسر الحصار عن غزة عبر البحر. وكانت أبرز تلك المحاولات قد حصلت في العام 2010، حين تعرضت باخرة "مافي مرمرة" التركية لهجوم عسكري من دولة الاحتلال، أوقع عدداً من الضحايا وعشرات المصابين بين المتضامنين الدوليين، وأدى إلى أزمة دبلوماسية مع أنقرة لسنوات. وفي العام 2016، جرت محاولة نسائية لكسر حصار غزة، فقامت أيضاً بحرية الاحتلال باعتقال المتضامنات وترحيلهن إلى بلدانهن.
ويتوقع المنظمون أن يستمر إبحار القافلة نحو شرق المتوسط ومنه إلى غزة في الثلث الأول من شهر يوليو/تموز المقبل، بعد التوقف في عدد من الموانئ الأوروبية والمتوسطية.