قللت الصحف الإسرائيلية ومحللي الشؤون الأمنية والاستخباراتية فيها، اليوم الثلاثاء، من أهمية المعلومات التي قد يكون الوزير الإسرائيلي الأسبق، غونين سيغيف، قد تمكن من نقلها إلى إيران، خلال عمله جاسوساً لديها في السنوات الست الأخيرة.
في مقابل ذلك، أبرزت الصحف إخفاق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الكشف عن سيغيف وتجنيده لصالح إيران على مدار ست سنوات، على الرغم من أنه كان وزيراً لمدة عامين في حكومة إسحق رابين وشمعون بيرس، ويفترض أن يكون تحت المراقبة، خاصة بعد إدانته بتهريب المخدرات عام 2004، ومن ثم انتقاله بعد تسريحه من السجن للعمل في نيجيريا، حيث كان على اتصال دائم بالإسرائيليين الذين يعملون هناك، لا سيما مع شركات الحراسة والأمن. زيادة على ذلك فقد قدم العلاج لأفراد طاقم السفارة الإسرائيلية في نيجيريا.
واعتبرت "يديعوت أحرونوت"، في تعليقها على القضية، أنّ الضرر الأمني صغير، لكن الضرر المعنوي الذي سببته قضية سيغيف وتجنيده من قبل المخابرات الإيرانية يبقى خطراً كبيراً، وهو يعكس، كما يقول المحلل الأمني في الصحيفة، رونين بيرغمان (اعتمد أخيراً مراسلاً لصحيفة نيويورك تايمز) حقيقة عمق وحجم الجهد الاستخباراتي الإيراني في المنطقة لاختراق إسرائيل وجمع أكبر كم ممكن من المعلومات عنها، وأنهم يلقون بشباكهم في كل اتجاه لتجنيد العملاء سواء كان هؤلاء العملاء من نوعية عالية مثل غونين سيغيف أم عملاء عاديين.
مع ذلك سار بيرغمان في اتجاه محاولة التقليل من الإنجاز الإيراني بقوله إنّ أجهزة التجسس المضادة في إسرائيل تمكنت من إحباط محاولات إيران، مدللاً على ذلك بأن إيران لم تنجح في تجنيد جاسوس آخر سوى سيغيف، عبر إخفاء حقيقة أن سيغيف عمل لصالح إيران طيلة ستة أعوام متتالية زار خلالها طهران دون أن يتم الكشف عنه.
وانضم بن كاسبيت في "معاريف" إلى المقللين من حجم الأضرار التي ربما يكون سيغيف قد سببها للأمن الإسرائيلي، حاصراً الأضرار في الجانب المعنوي، قائلاً "إذا كان غونين سيغيف هو الكنز الأكبر الذي عثرت عليه الاستخبارات الإيرانية فيمكن مواصلة النوم بهدوء".
غير أن رون بن يشاي في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، خرج عن هذا السياق واعتبر أن سيغيف قد يكون ألحق ضرراً كبيراً عبر نقله وتصويبه معلومات لإيران عن مواقع استراتيجية حساسة، سواء في مجال الطاقة أم في مجالات أخرى وصل إليها بفعل كونه وزيراً في الحكومة.
وتابع "يكفي، مثلاً، أن يقوم بتصحيح وتحديد إحداثيات دقيقة لمواقع المنشآت الاستراتيجية، بما يسهل مستقبلاً على إيران استهداف هذه المواقع بدقة عالية، وعدم الاكتفاء بخرائط وإحداثيات غوغل إيرث، لأن مثل هذه المنشآت لا يمكن نقلها بين ليلة وضحاها".
واتفق كل من يوسي ميلمان في "معاريف" وعاموس هرئيل في "هآرتس"، على أن حقيقة استمرار سيغيف بالعمل لصالح الإيرانيين طيل ست سنوات دون الكشف عنه، يشكل قصوراً إسرائيلياً كبيراً ويشي بعدم جاهزية إسرائيل في محاربة التجسس ضدها.