وقال مسؤول بوزارة الدفاع العراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن قيادات "حزب العمال" رفضت التجاوب مع طلبات الحكومة العراقية بضرورة مغادرة الأراضي العراقية، وحاليًا تواجه تقدمًا مستمرًا من الجيش التركي يعتبر الأول من نوعه داخل الأراضي العراقية"، مؤكدًا أنه لا وجود لقوات عراقية اتحادية، أو قوات مشتركة، في مناطق توغل الجيش التركي شمال العراق، والتي تبلغ نحو 40 كلم عمقًا، وتحوي نحو 300 قرية وبلدة صغيرة يقطنها نحو 70 ألف مواطن عراقي كردي.
وأشار إلى أن "حزب العمال" تراجع إلى داخل جبال قنديل، حيث معاقله الرئيسة، وأخلى مواقع عسكرية له بفعل التوغل التركي، والقصف الذي نفذه خلال الساعات الماضية، بواسطة الطيران أو المدفعية".
وأضاف: "هناك معلومات مؤكدة عن مقتل قيادات كردية بارزة بحزب العمال، في إحدى الضربات التي نفذتها مقاتلات تركية داخل جبال قنديل العراقية، قبل يومين، بينها شخصيات مقربة من زعيم الحزب السابق، عبدالله أوجلان".
وحول موقف بغداد، اعتبر أن "اعتراض العراق من عدمه على التوغل التركي لن يغير شيئًا، وأنقرة تقول إنها تمارس حقها في الدفاع عن نفسها من هجمات تتعرض لها من داخل أعالي قمم جبلية عراقية، وقرى تخضع لسيطرة العمال الكردستاني منذ سنوات طويلة".
في غضون ذلك، قال مدير بلدة سيدكان، شرق أربيل، إحسان عبد القدير، إن "الجيش التركي مستمر بالتوغل داخل الحدود الإدارية للمدينة، وباشر بعمليات شق طرق داخل المناطق الجبلية الوعرة لتوغل سلاح الدروع والدبابات نحو مواقع العمال الكردستاني".
وأضاف، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية: "هناك عوائل عديدة نزحت من القرى الحدودية القريبة من جبل كورك بسبب القصف، والقوات التركية تقوم بتعديل الطرق عن طريق الجرافات، لأن أغلب الطرق وعرة وصعبة جغرافيًا وجبلية، وتقوم بنصب ثكنات عسكرية لمقاتليها، وفي المقابل يرد عناصر حزب العمال عليهم باستمرار في تلك المنطقة الحدودية".
وكان وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، قد كشف، منتصف الشهر الجاري، عن موافقة إيرانية ــ عراقية على العمليات التي تقودها بلاده ضد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.
وقال جانيكلي، في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية الرسمية: "أنشأنا قواعد عسكرية للمرة الأولى، فمن دون هذه القواعد سيكون من الصعب تقنياً إطلاق عمليات طويلة لمناطق أبعد". وقال جانيكلي: "سنبقى في شمال العراق إلى حين القضاء على الإرهاب تمامًا".
ولفت إلى أن "الإيرانيين أعربوا بشكل واضح جدًا عن ترحيبهم بتقديم الدعم اللازم للعمليات ضد الإرهابيين بما يشمل جبال قنديل"، مؤكداً أن "تركيا متفقة تمامًا مع بغداد بشأن العملية" وهو ما نفاه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في وقت لاحق، واعتبر أن العملية التركية العسكرية مرتبطة بالانتخابات التركية، ولها أبعاد سياسية.