تصدّت فصائل المعارضة السورية، في وقتٍ متأخّرٍ من مساء الأحد، لهجوم واسع شنّته قوات النظام والمليشيات الموالية لها، في منطقة اللجاة بريف محافظة درعا، جنوبي سورية، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد".
ويأتي هجوم النظام في إطار عملية عسكرية واسعة يشنّها على الجنوب السوري، بهدف السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة والوصول إلى معبر نصيب على الحدود السورية – الأردنية، رغم شمول المنطقة باتفاق "خفض التصعيد".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "فصائل الجيش السوري الحر تصدّت لهجوم النظام العنيف على محور جدل قرب منطقة اللجاة بريف درعا، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام"، من دون أن تذكر عددهم.
وأضافت المصادر أنّ المعارضة شنّت هجوماً معاكساً بعد تصدّيها للهجوم، وتمكّنت من السيطرة على منطقة جدل، وإبعاد قوات النظام من تلك المنطقة.
وتم في تموز/يوليو الماضي، اتفاق أميركي روسي أردني، بشأن وقف إطلاق النار في الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعدما أُدرجت هذه المنطقة في اتفاق أستانة برعاية روسيا وإيران وتركيا، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.
وتقاتل المعارضة السورية تحت قيادة موحّدة، تأسّست السبت، تُدعى "غرفة عمليات الجنوب المركزية"، وتشمل معظم القوى والتشكيلات العسكرية في محافظة درعا، جنوبي سورية.
وفي هذا السياق، استهدفت فصائل المعارضة السورية مواقع قوات النظام في نادي الضباط في درعا المحطة، فيما استهدفت مطار الثعلة بقذائف الهاون.
ويُعتبر مطار الثعلة أحد أبرز نقاط الهجوم على محافظة درعا، حيث تتمركز فيه "قوات النمر" التي يقودها العميد في قوات النظام السوري سهيل الحسن.
وكان النظام السوري قد بدأ حملةً عسكرية على محافظة درعا، جنوبي سورية، بدعم من الطيران الحربي الروسي، بعد تهديدات للأهالي بملاقاة مصير الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأبلغت الولايات المتحدة فصائل المعارضة السورية بألا تعول على دعمها العسكري في التصدي للهجوم الذي يشنه النظام على الجنوب السوري.
وورد في رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة "الجيش السوري الحر"، ونشرتها وكالة "رويترز"، مساء السبت، أنّ الحكومة الأميركية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري".
وأوضحت الرسالة لمقاتلي المعارضة أنّ "الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها جيش النظام بناء على ما يرون أنّه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم".
وحذرت الأمم المتحدة، الخميس، من تداعيات التصعيد جنوبي سورية، على سلامة مئات الآلاف من المدنيين، بينما تشير تقديراتها إلى وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة هناك.