يترقب الشارع السياسي في الجزائر ظهور أسماء جديدة لمرشحين بارزين للانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع العام المقبل 2019، بعد إعلان مرشحين فقط عزمهما الترشح لهذه الانتخابات وتراجع مرشح ثالث، قبل أقل من تسعة أشهر عن موعد الاستحقاق الرئاسي العام.
إذ أعلن فتحي غراس المتحدث باسم "الحركة الديمقراطية الاجتماعية"– وريثة الحزب الشيوعي الجزائري سابقاً –ترشحه للانتخابات الرئاسية، بعدما قرر الحزب المشاركة في هذه الانتخابات، والدفع بمرشحه الشاب.
وفي حال استمر الحزب في موقفه يكون، الأمدياس، الاسم المختصر للحركة اليسارية قد شارك للمرة الأولى في استحقاق انتخابي رئاسي، بعد مسار من مقاطعة هذه الانتخابات وغيرها منذ التسعينات.
واعتبر غراس في تصريح صحفي أن "قرار الترشح للرئاسيات لحظة كفاح في الظروف الراهنة، ولحظة تضاف لمسيرة الأمدياس والمشروع الذي يحمله، ومحاولة تحويل هذا المشروع لخيار جماهيري"، مشيراً أن ترشحه لا علاقة له بترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من عدمه قائلاً "نحن نعتبر الاستحقاق الرئاسي القادم فرصة لمواصلة نضالنا بغض النظر عن ترشح بوتفليقة من عدمه، لن نغير شيئاً، فهدفنا واضح".
وإذا كان ترشح رئيس الحركة "الديمقراطية الاجتماعية" لافتاً كونه شكل تحولاً في مواقف الحزب من الاستحقاق الانتخابي، فإن إعلان ناصر بوضياف نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف ترشحه لانتخابات عام 2019، استقطب اهتماما سياسيا وإعلاميا من حيث علاقة الرجل بالمشهد السياسي وإمكانية استغلال رصيد والده التاريخي.
ونشر ناصر بوضياف في 30 يونيو الماضي، عقب احتفالية الذكرى 26 لاغتيال والده الرئيس، بياناً أعلن فيه ترشحه "لتخليص الجزائر والجزائريين من النظام السياسي الحالي في البلاد"، وأضاف أنه يطرح "مشروعا وطنيا قـويا يحمل كل الحلول للخروج مـن الأزمة التي سـببها هـذا النظام الفاسد".
من جانبها، تراجعت حركة "الإصلاح الوطني" عن ترشيح رئيسها فيلالي غويني، وأعلنت في بيان جديد إمكانية الاتفاق على مرشح من خارج الحركة، بخلاف قرار سابق أعلنت عنه قبل شهر يخص ترشيح رئيسها غويني.
وصوت مجلس الشورى الوطني للحركة السبت الماضي بالأغلبية على اعتماد صيغة المشاركة في رئاسيات 2019 بدعم مرشح من خارج صفوف الحركة في إطار شراكة سياسية وطنية تقود إلى تحقيق توافق وطني في البلاد.
وفيما أعلنت هذه الفواعل السياسية موقفها المتقدم من الانتخابات المقبلة، تترقب أحزاب المعارضة البارزة ما تفرزه توجهات السلطة بشأن الانتخابات المقبلة، وما إذا كان الرئيس بوتفليقة سيقرر الترشح لولاية رئاسية خامسة، أو التنحي وإفساح المجال لمرشحين مفترضين لخلافته، قبل اتخاذ قرارات تقديم مرشحيها، أو مقاطعة الانتخابات.
ويدرس إخوان الجزائر فكرة تقديم مرشح عنهم للانتخابات الرئاسية المقبلة في حال رفضت السلطة مقترح تقديم مرشح باسم التوافق السياسي ومشروط باتفاق على مرحلة انتقالية وخطوات تضمن تحولا سياسيا في البلاد.
ومنذ انتخابات الرئاسة الأولى في عهد التعددية السياسية عام 1995، التي قدم فيها الإخوان مرشحهم الراحل محفوظ نحناح، لم يقدم الإخوان مرشحاً في الرئاسيات، إذ ساندوا في انتخابات سنوات 1999 و2004 و2009 الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقاطعوا انتخابات عام 2014.
وفي نفس السياق، يتوقع أن يعلن حزب العمال اليساري تقديم أمينه العام السيدة لوزة حنون كمرشحة عنه في رئاسيات 2019، بعد ترشحها في ثلاث مناسبات سابقة في انتخابات عام 2004 و2009 و2014، فيما تتحدث بعض القيادات البارزة في الحزب عن إمكانية أن يعلن الحزب مقاطعة هذه الانتخابات، احتجاجاً على ما يعتبره الحزب تعسفاً في الهيمنة السياسية للسلطة.
وفيما لم يعلن حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" التقدمي المعارض موقفا رسميا بشأن الانتخابات المقبلة، في ظل إمكانية الدفع برئيسه الشاب محسن بلعباس إلى الترشح، أعلنت مبكراً "جبهة القوى الاشتراكية"، أقدم أحزاب المعارضة السياسية في الجزائر أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست ضمن اهتمامات الحزب، ما يعني توجه الحزب مجدداً لمقاطعة الانتخابات المقبلة.