بيّنت دراسة إسرائيلية أنّ الهند تقف حالياً أمام أزمة خيارات حادّة في أعقاب الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليها لوقف تعاملاتها الاقتصادية مع إيران، في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.
وأشارت الدراسة، التي صدرت اليوم الخميس، عن "مركز بيغن سادات للدراسات الاستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، إلى أن الاستجابة للضغوط الأميركية ستفضي إلى توجيه ضربة قوية لعدد من مصالح الهند الاستراتيجية.
ورأت الدراسة أن الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب بهدف إجبار الهند على وقف استيراد النفط من إيران تمثل تحدياً كبيرة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على اعتبار أن هذه الخطوة ستكون لها انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الهندي من جهة، إلى جانب أنها تهدد مصالح نيودلهي في أفغانستان وآسيا الوسطى.
وأوضحت أن الهند تراهن على مساعدة إيران لتحقيق مصالحها في أفغانستان، على اعتبار أن الدور الإيراني مهم جداً لمواجهة التأثير الصيني المتعاظم هناك.
وبيّنت أن ما يفاقم الأمور تعقيداً أمام مودي حقيقة أن قدرته على اتخاذ قرارات قد تفضي إلى تداعيات سلبية، وخاصة أن الهند مقبلة على انتخابات تشريعية، ما يزيد من مخاطر حدوث تراجع في مكانته السياسية في حال تضررت الأوضاع الاقتصادية لبلاده جراء أي قرار يتخذه في أعقاب الضغوط الأميركية.
ووفقاً للدراسة الإسرائيلية، فإن هامش المناورة الهندية على الصعيد الإقليمي تقلص إلى حد كبير، حيث إن الانسحاب الأميركي من الاتفاق جعل نيودلهي في مواجهة أزمة خيارات في كل ما يتعلق بعلاقاتها مع إيران من جانب، والسعودية من جانب آخر.
ورأت أن مودي سيكون مطالباً بالمناورة الدبلوماسية بحيث يتمكن من تأمين مصالح الهند في إيران وأفغانستان من جهة، وعدم التعرض إلى عقوبات أميركية جراء الإصرار على مواصلة التعاون مع طهران، ذاكرةً أن ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، نقلت رسالة قوية للحكومة الهندية أثناء زيارتها الأخيرة لنيودلهي بهذا الخصوص.
وأشارت الدراسة إلى أن أي قرار يعكس الاستجابة للضغوط الأميركية سيمثل تناقضاً مع موقف مودي الذي أعلن تأييده لتطبيق الاتفاق النووي مع إيران.
وبحسب الدراسة، فإنّ الاستجابة للضغوط الأميركية ستمثل تهديداً لأحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تعكف عليها الهند بالتعاون مع إيران والمتمثل في بناء ميناء شاهبار على خليج عمان، والذي يربط الهند بآسيا الوسطى.