وأكّد مصدر محلي في محافظة ميسان (جنوب العراق) أن مئات المتظاهرين تجمعوا في بلدة المشرح جنوب المحافظة، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المحتجين قطعوا الطريق الرئيس المؤدي إلى منفذ الشيب الذي يربط العراق بإيران.
وأشار المصدر إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات منددة بـ"الفساد" في الحكومة المحلية في ميسان، والحكومة الاتحادية في بغداد، والتي تسببت بانهيار الأوضاع الاقتصادية والخدمية في المحافظة، مطالبين بتوفير الكهرباء، وتحسين المستوى المعيشي، والقضاء على البطالة المتفشية في مدن ميسان.
وأوضح أن المتظاهرين أكدوا أنهم سيواصلون تظاهراتهم حتى تحقيق المطالب، ملوحين بالتحول نحو الاعتصام المفتوح في حال تجاهلت السلطات العراقية مطالبهم.
وفي البصرة، شهدت مناطق الطويسة والمديّنة والزبير وأم قصر وأبو الخصيب مظاهرات مماثلة، فيما تشهد كربلاء تجمعات كبيرة للمواطنين استعدادا للتظاهر.
وفي سياق متصل، حذّر المرجع الديني العراقي، محمد تقي المدرسي، من "فتح أبواب جهنم على العراق في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه"، مؤكدا، في بيان، أن "الأحداث الأخيرة أشارت إلى وجود ثغرات في عملية التواصل بين أبناء الشعب من جهة، والأجهزة المكلفة بتوفير الخدمات من جهة أخرى"، ولفت إلى أن "هذه الثغرات هي التي سمحت للبعض باستغلال ضعف الخدمات للقيام بأعمال غير مقبولة".
ودعا المرجع الديني القيادات السياسية إلى "تحمل مسؤولياتها التاريخية في رأب الصدع"، منتقدا ضعف أداء المسؤولين العراقيين في مسألة توفير الخدمات، وشدد على "ضرورة الحد من المطالب المبالغ بها، والتراضي على حلول وسطية".
في غضون ذلك، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، إن القوات العراقية أفرجت عن 180 متظاهرا في محافظة ميسان تم اعتقالهم في وقت سابق، مبينا أن "آخر إحصائية حصلت عليها المفوضية أشارت إلى الإفراج أيضا عن 86 معتقلا من المتظاهرين في النجف، وإطلاق سراح 70 متظاهرا في محافظة المثنى".
ويرى ناشطون باحتجاجات جنوب العراق أن عمليات الإفراج عن المتظاهرين تزامنت مع التحضير لانطلاق تظاهرات عارمة اليوم الجمعة.
وقال حيدر الساعدي، وهو أحد منظمي التظاهرات في ميسان، إن القوات العراقية خالفت الدستور حين اعتقلت المتظاهرين، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "إطلاق سراحهم واجب وليس منة".
وأوضح الساعدي أن "حديث السلطات العراقية عن إطلاق سراح المحتجين المعتقلين لديها، والذي بدأ منذ يوم أمس الخميس، يمثل محاولة لامتصاص غضب الشارع العراقي الذي يستعد لتنظيم تظاهرات واسعة اليوم الجمعة".