ورأت الصحيفة، المقربة من دوائر الحكم في تل أبيب والتي توصف بأنها "بوق" ديوان نتنياهو، في تقرير، أمس الجمعة، أن المعضلة التي يواجهها كل من نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان ورئيس هيئة أركان الجيش غادي أيزنكوت، تتمثل في أنه من الصعب صياغة أهداف استراتيجية يمكن للقيادة الإسرائيلية أن تدّعي أنها تبرر شن حرب جديدة على القطاع.
ولفتت "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، إلى أن قادة المستوى السياسي والعسكري يتجنبون أي سيناريو يمكن أن يقود إلى تغيير البيئة السياسية القائمة حالياً في قطاع غزة، وضمن ذلك إسقاط حكم حركة "حماس".
وأوضحت أنّ غزة تهدد مكانة نتنياهو السياسية على الصعيد الداخلي، على اعتبار أن عدم رغبته في الدفع نحو مواجهة شاملة مع القطاع يمد وزير التعليم ورئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بنت، الذي ينافسه على زعامة اليمين الإسرائيلي، بالأوراق التي تحسّن مكانة الأخير.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو في سعيه إلى تجاوز بنت، من اليمين، حرص على تضمين قانون "القومية" بنوداً ذات صياغات أكثر تطرفاً. مستدركة أنه في كل ما يتعلق بغزة، فإن رئيس الحكومة ليس بوسعه تبني السياسات التي يطالب بنت بتطبيقها في التعاطي مع القطاع.
واعتبرت أن تخوّف نتنياهو من شن حملة جديدة على غزة يمثل فرصة لبنت للمزايدة عليه، مشيرة إلى أن الأخير يحاول أيضاً توظيف الجدل حول غزة في إضعاف مكانة ليبرمان.
واستدركت الصحيفة أن بنت يعي أنه يخاطر بمجاهرته بمواقفه إزاء التعامل مع غزة، وضمن ذلك دعوته إلى تصفية مُرسلي الطائرات الورقية، مشيرة إلى أن بنت أثار، خلال حرب 2014، الكثير من الانتقادات ضده، حتى داخل معسكر اليمين بسبب مواقفه المطالبة بمواصلة الحرب.
وحسب الصحيفة، فإن الانتخابات التي أجريت بعد حرب غزة الأخيرة دللت على أن جمهور اليمين عاقب بنت على مواقفه أثناء الحرب، حيث إن الكثير من مصوّتي الحزب التقليديين لم يصوتوا له، مما أسفر عن تراجع تمثيله في البرلمان.