كشفت مصادر عسكرية عراقية، الثلاثاء، عن البدء في توسيع قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، غربي العراق، والتي توجد فيها قوات أميركية.
وقال ضابط رفيع في الجيش العراقي إن آليات وكوادر بناء باشرت بأعمال بناء وتوسيع للقاعدة إلى مسافة تصل إلى عدة كيلومترات، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التوسيع شمل الأجزاء الشمالية والغربية للقاعدة.
وأشار الضابط إلى أن أعمال التوسيع تتم تحت حراسة أمنية مشددة خشية اختراق القاعدة عن طريق كوادر توسيع البناء.
ولَم يؤكد المصدر الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التوسيع، مرجحا أن يكون ذلك لاستقبال قوات جديدة في القاعدة التي تقع في منطقة صحراوية لا تزال تضم بؤرا لتنظيم "داعش" الإرهابي.
ولم يستبعد المصدر ذاته أن يكون توسيع القاعدة العسكرية مقدمة لاستقبال قوات أميركية جديدة، ولا سيما مع تواتر الأنباء عن قيام قوات أميركية بمهمات استطلاعية على قرب الحدود العراقية مع سورية.
وسبق لنائب رئيس مليشيا "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، أن أكد وجود قوات أميركية على الحدود العراقية السورية، متهما، خلال مؤتمر صحافي، الأميركيين بـ"فتح ثغرات على الحدود" بين البلدين.
وفي سياق متصل، أعلن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسورية، عن تنفيذ 39 غارة جوية في القائم والرطبة غربي العراق، والحويجة (شمالا)، موضحاً في بيان أن الغارات شملت منطقتين داخل الأراضي السورية.
وأشار البيان إلى أن "القصف استهدف تدمير طرق إمداد لكهوف يتخفى فيها تنظيم "داعش" في العراق، فضلا عن وحدات تكتيكية وآليات ومخازن أسلحة ومتفجرات تابعة للتنظيم في سورية".
ونقل البيان عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الضربات جاءت ضمن عملية تدمير تنظيم "داعش" في العراق وسورية، مضيفا أن "تدمير أهداف في هذين البلدين سيحد من قدرة التنظيم على القيام بعمليات خارجية في المنطقة والعالم".
ويأتي ذلك في وقت حذر فيه رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، في أكثر من مناسبة، من انهيار الأوضاع الأمنية في فترة الفراغ الدستوري بانتهاء عمر البرلمان، واستغلال تزامن ذلك مع تفجيرات وعمليات قتل وخطف شهدتها مناطق شمال وغرب العراق.
ودفعت هذه التطورات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى التأكيد أن القوات الأمنية ستواصل ملاحقتها لتنظيم "داعش" في الجبال والصحراء والمناطق الأخرى، مبينا أن "العراق لن يتفاوض مع التنظيم، وسنلاحق عناصره المختبئين"، محذرا من احتمال خسارة الإنجاز الأمني الذي تحقق في العراق بالنصر على تنظيم "داعش" إذا "لم تتم الوحدة والتحرك لمواجهة المؤامرات".